صباح الخير،
سعدت بتسليم ترجمتين لأديبين من الولايات المتحدة في زمنين مختلفين، أولهما عاشت في بداية القرن العشرين، وآخرهما أبدع في القرن التالي.
أولهما ويلا كاثر، والرابط من هنا. أما الآخر فمكسيم لوسكوتوف، ورابطه من هنا. إضافة إلى نص قصته.
البحيرة
ذات مرة، كانت هناك قرية تطل على بحيرة. ولم يكن هناك وحش أو غول مخيف يتربص في الأعماق. لا شيء أكبر من أسراب سمك البلمة العابرة والضفادع الموسمية. كان بإمكانك النظر حتى في منتصف البحيرة إلى الأسفل قرابة مائة قدم حيث يوجد القاع الصخري.
لم يثق رجال القرية بالبحيرة، إذ جعلتهم يتوترون. كانوا يصطفون في الخارج ويحدقون في الأعماق ورماحهم جاهزة بانتظار شيء كي يظهر، لكن لم يحدث شيء طبعًا.
زاد قلقهم يومًا بيوم وشهرًا بشهر. فرفضوا الصيد والنوم والرقاد مع زوجاتهم. حدقوا في الأسفل داخل البحيرة. قالوا إنها مثل نوم بلا أحلام. ونظرًا لأنه لا يستطيع شرح الموت بلا إله، طُرد الكاهن من القرية.
بينما كان الرجال يجلسون مجتمعين في قواربهم إبان أبرد ليالي العام ، مشت أخيرًا امرأة إلى داخل البحيرة. كانت ترتدي فستانًا أبيض بحجارة حيكت في القماش، وثقيل لدرجة أنها بالكاد ترفع ذراعيها. مشت حتى غرقت تحت السطح وانجرفت نحو القاع حيث رقد جسدها الشاحب الجميل.
غمرت الراحة الرجال، وباتوا يقولون للزوار الذين يعبرون القرية “احذروا؛ ثمة امرأة مجنونة في البحيرة، يمكنكم سماع صوتها ليلًا.”