ماذا لو كان السحرة في العالم/الأدب القديم هم الهاكرز/مخترقو الحواسيب في العالم/الأدب الحديث؟
أرشيف التصنيف:عام
معاوية عبد المجيد، أو المترجم جادًا.
من سره أن يرى إيلاء الرجال المبدعين الشفغوفين أعمالهم منتهى الجدية، فليقرأ ما كتبه العظيم معاوية عبد المجيد هنا
منذ كتابه الأول “تريستانو يحتضر” (أثر، السعودية، ٢٠١٢) وأنا على يقين بأن ذلك المترجم حين فضل الأمانة في نقل الأسلوب على ردة الفعل الجماعية سيكون ذا شأن، ولا أبالغ إن قلت ببساطة إنه الرقم الصعب في الترجمة الأدبية العربية، وأهم رموزها الأحياء الآن.
هنيئًا لنا لأننا نعيش زمن معاوية عبد المجيد.
أحد فوائد فيروس كورونا للكتب
صباح/مساء الخير يا متابعي المدونة،

بحكم الوقت وتجاهل ما لم يُقرأ من الكتب، يتراكم أحيانًا بعض الغبار عليها. وفي هذه الحالة، أمامك خياران:
١- المسح بالماء
٢- المسح بقماش أو باليد… إلخ
مشكلة الطريقة الثانية أنها غير مفيدة، إذ لن تزيل ما يكفي. ومن شأن الأولى أن تدمر الكتاب، خاصة في الغلاف من الداخل ومكان أطراف الصفحات. إذ سيتسرب الماء ويشوهها.
جربت – من باب الملل – بالأمس تبليل قطعة منديل بمعقم اليدين، والمفاجئ أنها نجحت مثل السحر، إذ أزالت الغبار وسرعان ما تبخرت بحكم طبيعتها، فلم يبق ما يمكن أن يقطر على الصفحات أو يشوهها.

جربوا هذه الطريقة وأخبروني آرائكم، لكن دون إسراف 🙂
ترشيحات سريعة: مسلسلان وفيلم وكتاب
متابعي المدونة الأعزاء،
يسعدني ترشيح ما يرد أدناه مما أمتعني للغاية دون أن يفقد قيمته الفنية.
أتمنى لكم مشاهدة/قراءة ممتعة.
معايدة متأخرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كل عام وأنتم بخير بمناسبة العيد السعيد. أعاده الله علينا وإياكم ونحن في أتم الصحة والعافية ودون كورونا بيننا.
راضي.
كل عام وأنتم بخير
متابعي الأفاضل،
أتقدم بالتهنئة لكم على قدوم شهر رمضان المبارك، بلغنا الله وإياكم إياه مقبولين مغفوري الذنب.
نصب تذكاري – أميليا غراي
لا تخفى محبّتي لكتابات أستاذنا البديع عزت القمحاوي على من يعرف ذوقي في الأدب، والفضل في معرفته بعد الله يعود للغالي عبد الله ناصر، الذي أدين له بما لا تحمله الجبال من الفضل.
ولذا، كان من عظيم الشرف أن يقبل ترجمة متواضعة مني في مدونته “الأيك” لقصة أخرى للكاتبة الأمريكية أميليا غراي، بعد أن أبدى إعجابه بها.
الرابط من هنا، وأتمنى لكم قراءة ممتعة.
جهاز – أميليا غراي

اخترع المخترع الشاب جهازًا يمكنه تخمين المستقبل بنسبة خطأ تبلغ عُشرًا في المائة.
“أيها الجهاز، أخبرني من الفائز في مباراة فريق “تِك” يوم السبت.”
“سيفوز فريق “ستيت”. سيدلق رجل الجعة على بنطاله الجينز.”
“يبدو ممكنًا.”، ثم دوّن ملاحظة بما قيل. فكر بحبيبته ثم قال “أخبرني، هل سأتزوج آن؟”
“لا. ستنتقل آن إلى ميزوري. ستجد زوجة مشابهة بقدر كاف. ستكون ألوان حفل زفافكما الأخضر البحري والعاجي.”
كان المخترع الشاب يواعد آن لمدة عشر سنوات. تعامل مع الخبر برصانة العالم وأدار مقبضًا في الجهاز.
ردد الجهاز “الأخضر البحري والعاجي.” بصوت بدا فاترًا ومجوّفًا، فدوّن العالم ملاحظة لأجل تبديل الصوت إلى شيء أكثر تفاؤلًا، ولربما مصحوبًا بالموسيقى.
سأل “كيف ستكون رفيقتي الختامية؟” بينما يضع تعديلات نهائية على عجلة ألوان الجهاز.
“بشرة، شعر.”، اهتز الجهاز قليلًا، “أظافر.”
“ليس من تلك الناحية كثيرًا.”
توقف الاهتزاز. “عشب وحليب.”
“هل ستكون مهتمة بالعلم؟”
تسببت عملية ما بانقلاب في وظائف الجهاز الداخلية.
لمس المخترع اللوحة سائلًا “هل سنكون سعيدين؟”. كان بمقدوره سماع الطنين. “أيها الجهاز، هل سنكون سعيدين؟”
كان الجهاز صامتًا. بعد فترة، حزم المخترع الشاب أغراضه، وأخذ حقيبة غدائه من الثلاجة، ثم غادر.
كان للغرفة الخاوية طاقتها. “طحلب وعظم”، قال الجهاز.
عن الكاتبة:
كاتبة أمريكية معاصرة. حازت على جائزة الأسد الذهبي من مكتبة نيويورك العامة، ووصلت للقائمة القصيرة لجائزة فوكنز للقصص والروايات من منظمة القلم الدولية. من أعمالها: “متحف الغرباء”، و”إيزادورا”، و”مخاطر”، و”إصابة نارية في المعدة”.
عن اللطف عمومًا
لا شك أن الكتابة للنفس في المقام الأول، لكن لكرم المتابعة طعمها المميز؛ فكيف بإشادة من شخص طالما أحببت قراءة نصوصه.
شهدت الكثير من الدعم خلال إصدار “داخل المكتبة خارج العالم” من كبار أدباء الوطن العربي، وكان أقل الجزاء نشر تعقيباتهم الطيبة تباعًا على الغلاف الخلفي.
مناسبة هذا الكلام هي إشادة عزت القمحاوي بترجمة منشورة في أوكسجين، سأضعها بعد غد الخميس هنا.
الكلمة الطيبة صدقة، لا توفروها!
مختارات الأسبوع – ٩ مارس
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة. وإني أهيب بأصدقائي ومتابعي مدونتي الكرام ممن تروق لهم هذه المختارات نشرها في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي متى ما قرؤوها إن وجدوا فيها ما يسرهم. كما سأضع تدوينة شخصية كل ثلاثاء وتدوينة مترجمة كل خميس.
ونظرًا لشكوى غالبية المتابعين الكرام من كون الصوت في الغالب بالإنجليزية ، وتوفر التقنية التي تحيل الفيديو صوتًا لمن أراد، قررت التخلي عن قسم الصوت.
فيديو: طريقة القراءة – د. محمد محمد أبو موسى
روايات مميزة عن عوالم الصحراء
اشتهر بعض الأدباء بالكتابة عن أماكن معينة، مثل نجيب محفوظ عن الحارة المصرية، والكوني عن الصحراء، وحنا مينا عن البحر. وذلك زغمًا عن كونهم جميعًا كتبوا بعض رواياتهم عن مناطق أخرى.
في هذه التدوينة، سأرشح لكم خمس روايات مميزة عن الصحراء مما يحتمل أنكم لم تسمعوا بها من قبل

١- فساد الأمكنة، صبري موسى، مصر.
٢- طعم الذئب، عبد الله البصيص، الكويت.
٣- قنص، عواض العصيمي، السعودية.
٤- سيأتيك الغزال، خليل صويلح، سوريا.
٥- المريض الإنجليزي، مايكل أونداتجي، كندا.
قراءة ممتعة!
مختارات الأسبوع – ١ مارس
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة. وإني أهيب بأصدقائي ومتابعي مدونتي الكرام ممن تروق لهم هذه المختارات نشرها في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي متى ما قرؤوها إن وجدوا فيها ما يسرهم. كما سأضع تدوينة شخصية كل ثلاثاء وتدوينة مترجمة كل خميس.
ونظرًا لشكوى غالبية المتابعين الكرام من كون الصوت في الغالب بالإنجليزية ، وتوفر التقنية التي تحيل الفيديو صوتًا لمن أراد، قررت التخلي عن قسم الصوت.
فيديو: تقنية 5S اليابانية لترتيب المكتب.
اعتذار عن تدوينات الأسبوع
مرحبًا
أعتذر عن تدوينتي الثلاثاء والخميس، وذلك لوفاة عمي نايف – رحمه الله -.
سأستأنف التدوين بدءًا من الأحد إن شاء الله.
شكرًا لتفهمكم
مختارات الأسبوع – ٢٣ فبراير
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة. وإني أهيب بأصدقائي ومتابعي مدونتي الكرام ممن تروق لهم هذه المختارات نشرها في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي متى ما قرؤوها إن وجدوا فيها ما يسرهم. كما سأضع تدوينة شخصية كل ثلاثاء وتدوينة مترجمة كل خميس.
صوت: بودكاست المقهى – لقاء مع هشام فهمي
فيديو: علي عزت بيغوفيتش – د. عبدالوهاب المسيري.
فيلم: الرحيل معًا إلى البعيد (الولايات المتحدة، ٢٠٠٩)
كتاب: ضد المكتبة – خليل صويلح
قراءة «لوليتا» في حقبة #MeToo : مقابلة مع ماريو بارغاس يوسا
تمت مقابلة الروائي البيروفي الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 2010 لصالح «وورلد-بوست» عن طريق مايكل سكافيداس، الصحفي وأستاذ الأدب المقارن بجامعة المدينة في نيويورك. وقد صدرت آخر رواياته بعنوان «الحي»[1].
«وورلد-بوست»: تقوم في آخر رواياتك بعنوان «الحي» بإعادة خلق السنوات الفظيعة والفاسدة – والهيدونيّة[2] في نفس الوقت – بعد انتخاب ألبرتو فوجيموري في البيرو عام 1990. وفي حكايتك، يسود الجنس بوصفه فعل بقاء وردًا على الطغيان.
ماريو بارغاس يوسا: كان هذا الواقع في ذلك الوقت، لأن المجتمع البيروفي صار عرضة للإرهاب والظلم وديكتاتورية فوجيموري، إذ امتدت الوحشية إلى كل مراحل المجتمع. وكان هناك حظر تجول صارم أنتج هذا الانفجار غير العادي بما يخص حياة الجنس والجنسانية في المساحات الخاصة، حيث سكنُ الفرد. فقد كانت الطريقة الوحيدة التي يمكنك الهروب بها من تهديد العالم الحقيقي الفظيع.
خلال تلك السنوات، اختفت كل المبادئ والحدود الأخلاقية، وصار زمن انفجار حرية فظيعة، فأردت أن أصف هذه المفارقة في روايتي؛ كما وصفت كيفية استخدام الصحافة الصفراء من قبل الديكتاتوريين لتثبيط الخصوم.
«وورلد-بوست»: بما أنك حائز على [جائزة] نوبل، ما كانت ردة فعلك تجاه قرار الأكاديمية السويدية الاستثنائي بعدم منح جائزة نوبل لهذا العام بسبب فضيحة الاعتداء الجنسي المؤثرة على بعض أعضائها؟
ماريو بارغاس يوسا: لم أتوقع أبدًا أن تحدث مثل هذه الفضيحة في السويد! فقد وضعنا صورًا نمطية تجاه رؤية البلدان. لكننا نرى الآن أن السويديون بشرٌ أيضًا، ولذا فيمكن حدوث مثل هذه الأمور في السويد. كان [الحدث] صدمة بالنسبة للعديد من الناس، ومن المؤسف أنه ما من جائزة نوبل للأدب هذا العام؛ لكن ستكون هناك جائزتان العام القادم، وهذا تعويض.
«وورلد-بوست»: يبدو ذلك جزءًا جوهريًا من ثورة ثقافية مستمرة اليوم مع حركة #MeToo. فهل تؤيدها؟
ماريو بارغاس يوسا: بالطبع أرى أن من الصحيح إدانة العنف ضد النساء، فهذه الاعتداءات في كل مكان. ولذا فإني أتعاطف بشكل كامل مع هذه الحركة طالما أنها منذورة لعدل أكثر وديمقراطية أكثر ومساواة أكثر في الفرص بين النساء والرجال.
لكن لدى النسوية الآن مشكلة ما، فقد صارت طائفية ودوغمائية للغاية، وأعتقد بأن على المرء انتقاد هذين الاتجاهين في الحركة ومعارضتهما. فعلى سبيل المثال، كان لدينا نقاش كبير مؤخرًا في إسبانيا حين هاجم مجموعة من النسويين [رواية] «لوليتا» لنابوكوف، التي أخالُها أحد أعظم روايات القرن العشرين؛ بدعوى أن الشخصية الرئيسية بيدوفيلية. بمثل هذا المعيار سيختفي الأدب، فهذه الرواية غروتسيكية، وإن كنتم تحترمون الأدب فليس عليكم قبول الأدب ذو الرؤية المثالية والإيثارية من البشر فقط، بل قبول الرؤية الرجيمة تجاههم.
قال جورج باتاي أن هناك ملائكة وشياطين في البشر. والملائكة مهمة في بعض الأحيان، لكن الشياطين في الأدب مهمون أيضًا؛ فالأدب شهادة عمّا نريد إخفاءه بالكلمة، وهذه الشهادة هي منطقه الأساسي، فلا يمكنكم مهاجمة الأدب بسبب خطايانا وتحيزاتنا وحماقاتنا. وأعتقد أن هذا [الطرح] مهم للغاية لأني مقتنع بأن صوت الحركة النسوية يجب أن يُسمع، لكني لا أتقبل فكرة الرقابة هذه تجاه الأدب أو تجاه الثقافة في المجمل.
«وورلد-بوست»: في مقال لك بعنوان «حضارة الفُرجة» عام 2015، كتبت بأسف عميق عن الإلهام الضئيل للأفكار في العالم اليوم. وقد وُصفت بـ”هيّاب التقدم” وصاحب فكرة «ملاحظات حول موت الثقافة» المرفوضة بشكل كبير من الجيل الشاب بسبب هذا المقال، فهل هم مخطؤون؟
ماريو بارغاس يوسا: نعم، لأنهم تربوا في بيئة فيها الصور أهم بكثير من الأفكار، ولذا فهم يقاومون أفضلية الأفكار. ولأول مرة نصير جميعًا جزءًا من ثقافة جديدة تكون فيها الصور سائدة، بلا فرق بين الشرق أو الغرب.
يميل الشباب اليوم إلى التفكير بأن الصور قادرة على تشكيل مواطنين مبدعين. لكنها لا تفعل ذلك، فالصور تشكل مواطنًا مستكنًّا وسهل الترويض أكثر من المواطن التي شكّلته الأفكار. وخلال حياتي، شهدت قوة الأفكار هذه والمعارك الحاسمة بين المثقفين العموميين حولها.
كما أن بعضهم صار متأثرًا بالشيوعية والماركسية. وعلى الرغم من أنهم سادوا لفترة من الزمن، إلا أن هؤلاء المثقفين [الشيوعيين والماركسيين] كانوا في الواقع ضد التقدم الحقيقي؛ وهذا موضوع كتاب في السيرة الذاتية أقوم بتأليفه حاليًا، حيث أصف فيه التطور السياسي من الماركسية في مراهقتي إلى الديمقراطية ثم الليبرالية، ففيه سبع مقالات حول سبعة مفكرين ليبراليين ممن كانوا مهمين جدًا لنشوئي [الفكري]، ومنهم آدم سميث وخوسيه أورتيغا إي غاسيت وإيزايا برلين؛ وقد كان هؤلاء حالات من المثقفين الذين قاموا نزعة اليسار المتطرفة التي انتهت بكارثة اجتماعية.
«وورلد-بوست»: كانت روايتك «زمان البطل» المنشورة عام 1962 – بطريقة ما – بداية تطورك الأدبي العدائي، فقد وضع غضبك تجاه أبيك المتسلط والمؤسسة العسكرية البيروفية نبرة صوتك الأدبي. هل توافق على هذا الكلام؟
ماريو بارغاس يوسا: هذا صحيح. في ذلك الوقت، كنت متأثرًا جدًا بأفكار سارتر –أن الكلمات أفعال وأنك تكتب أشياء يمكن أن تخلق فرقًا في التاريخ أو تحل إشكالات. وكانت الكتابة سبيلًا للمشاركة لخلق مجتمع من نوع مختلف، أي أكثر حرية وعدالة وليبرالية، وكانت تلك الأفكار ملهمة جدًا لكاتب شاب ينتمي – مثلي – إلى بلد من العالم الثالث، حيث للأدب جمهور صغير.
وهكذا، شجعتني أفكار سارتر على أن أصير كاتبًا وجعلتني أفهم أن الكتابة ليست فقط لخلق المتعة، بل أداة تغيير. كان هناك الكثير من السذاجة في تلك الأفكار، لكن أعتقد أن المفكرين الوجوديين كانوا مشجعين جدًا في ذلك الوقت للكتاب الشباب، وتحديدًا في بلدان العالم الثالث.
«وورلد-بوست»: قالت الروائية الراحلة والحائزة على جائزة نوبل نادين غورديمر مرة بأن الروائي “مؤرخ ما لم يُسجَّل”. هل ترى الروائي بذات الطريقة؟
ماريو بارغاس يوسا: بالتأكيد، إنه تعريف جيد للغاية، فالأدب والتاريخ وجهان لعملة واحدة لأنهما قريبان جدًا. وفي عدة حالات، تسود النسخة الأدبية لجزء من التاريخ على حكاية المؤرخ. فمثلًا، نحن نؤمن بأن تولستوي محق تمامًا عند وصف حروب نابليون في الأدب. لعل المؤرخين أكثر دقة، لكن ذلك لا يهم، بل الطريقة التي يخصب بها الأدب الخيال.
ويعجبني الأدب الذي لا يزال قريبًا من التجارب الحية، فلا تروق لي فكرة الكاتب المعزول تمامًا والمحتجب داخل مكتبة. أستطيع قراءة [نصوص] هؤلاء الكتاب والاستمتاع بها مثل خورخي لويس بورخس، لكني لا أريد أن أصير من هذا النوع.
كل الكتاب ينهلون من سيرهم، ويكون ذلك أكثر صراحة ووضوحًا لدى بعض الكتّاب، وأكثر خفاءً لدى كتّاب آخرين. لكن لا أعتقد أننا نخترع شيئًا من العدم، فنقطة البدء الرئيسية هي دومًا ذاكرة التجارب الشخصية.
[1] العنوان الأصلي بالإسبانية «خمس زوايا» – المترجم
[2] Hedonistic أي المتأثرة بمذهب عبادة اللذات – المترجم.
الحفاظ على العادات الشخصية: الجهد والجائزة

يشغلني موضوع الحفاظ على عادة شخصية أو تركها منذ مدة بعيدة. فقد لاحظت أن غالب إنجازاتي أو إخفاقاتي الشخصية مرتبطة بها وليس بظرف قاهر أو موعد تسليم متحرك، ولطالما أثرت علي سلبًا أو إيجابًا.
حاولت البحث عن كتاب أو مرجع مميز، حتى عثرت على كتاب بنصيحة من مديري في العمل بعد أن لاحظ أني أحني ظهري عند المشي.
“عليك بكتاب The Power of Habit فقد أفادني كثيرًا.”
بحثت عنه في البداية فراعني ثمنه في أمازون، ثم قررت اللجوء إلى النسخة الصوتية منه نظرًا لعدم توفر النسخة الورقية في جرير، إذ توجد المترجمة فقط وأنا لا أحب ترجماتهم.
قررت تحميل محاضرة في البداية للكاتب بنفس العنوان، من باب التعرف على جزء ولو بسيط من المحتوى، فوجدته. وكان حديثه شيقًا ولو لم يتطرق إلى كافة جوانب الكتاب. كان من جملة ما ذكر أننا نكافئ أنفسنا عند القيام بعادة جديدة وبكمية محددة. وذلك لخلق محفز حياتي يغني العقل عن التفكير، فنحن لا نستخدم سوى ١٥٪ من طاقته حين القيام بعادة ما.
وهكذا، قررت تجربة ذلك على عادة جديدة بشكل بسيط، وهي الإكثار من شرب الماء.

جربت اقتناء قنينة كبيرة من قبل، ولم يعجبني الوضع نظرًا لوقت التعبئة وصعوبة إتمامها كاملة وجهد التنظيف إضافة إلى هم الغسيل (فالقنينة بلاستيكية).
على ضوء المعلومات الجديدة، جربت ذلك. فبدلًا عن قنينة الماء البلاستيكية، اقتنيت زجاجية، وقررت أن أشرب كميات صغيرة حتى تغطي الهدف المطلوب يوميًا، لكن كيف المواصلة؟
أتت الإجابة عن طريق عادة أخرى، وأعني شرب الشاي والقهوة، إذ أشربهما بكمية مفرطة.

قررت أني سأشرب مقدار قدحين من الماء في كل مرة أشتهي الشاي أو القهوة، فيصير القدح الأخير الذي أحبه مكافأة. بل زدت على ذلك بأني أشرب من نفس القدح الخزفي المخصص. قست على يوم عمل كامل مقدار ما شربت على القنينة الزجاجية (٨٠٠ مل) وعبأتها تمامًا!! بعد أن كنت أتهيب شربها حين أملؤها كل صباح وأضعها أمامي في المكتب.
الآن لي أسبوعين، وأشرب من الماء بلا مضايقة أو إحساس بأن هناك خطبًا ما. أسأل الله أن يتمم علي وعليكم هذه العادة وبقية العادات الجيدة، ويبعدني وإياكم عن كل عادة سيئة على الصعيد الجسماني أو النفسي. كل أملي أن لا أزيد مقدار ما أشربه من الشاي بحجة الماء هههههه
نهاركم صحي!
مختارات الأسبوع – 16 فبراير
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة. وإني أهيب بأصدقائي ومتابعي مدونتي الكرام ممن تروق لهم هذه المختارات نشرها في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي متى ما قرؤوها إن وجدوا فيها ما يسرهم. كما سأضع تدوينة شخصية كل ثلاثاء وتدوينة مترجمة كل خميس.
صوت: حكمة التقدم في السن – إيزابيل آييندي
تتحدث المؤلفة التشيلية عن آخر رواياتها بعنوان “بتلة بحر طويلة” (ترجمها المرحوم صالح علماني قبل وفاته، وستصدر قريبًا عن دار الآداب)، وعرجت من خلالها على مفهوم الهجرة وما يتعلمه الإنسان من النجاة من المآسي الكبرى وما يكسبه من التقدم في السن. حلقة لطيفة.
فيديو: عن حب العمل – سايمون سينيك
أحد كبار القادة الاقتصاديين، ومحاضرة ثرية عن العمل المهم وما يقبل المحبة.
فيلم: مايكل آنجلو مثلما يراه الكل (إيطاليا، ٢٠٠٤)
آخر تحف العملاق أنطونيوني. فيلم صامت لمدة ١٥ دقيقة حول الخلود باستخدام الضوء والظل مع تمثال “موسى” الذي نحته الرسام والنحات مايكل آنجلو في إيطاليا.
كتاب: هذه ليست نهاية الكتاب – أمبرتو إيكو، جان كلود كارييه.
عنوان شيّق وجذاب لحوار أجراه جان-فيليب دي توناك بين أمبرتو إيكو وجان-كلود كارييه على أكثر من ٣٠٠ صفحة حول طبيعة الكتب وأهميتها للمجتمع وهوس اقتنائها (ببليومانيا) وتاريخ إتلافها وإمكانية بقائها في الحقبة الالكترونية التي نعيشها الآن وأهمية الكتب الورقية كقطع فنية، بالإضافة لتاريخهما الشخصي حول الكتب التي اقتنوها والتي باعوها والتي يودون امتلاكها لاحقًا. لا يخلو هذا الحوار الطويل من المتعة والظرف بجانب الثقل التاريخي والفكري في مناقشة تلك المواضيع بين الشخصين، إذ أنه حوار متبادل وليس استجوابًا لواحد منهما.
خوف – ليديا ديفز
كل صباح تقريبًا، تركض نفس المرأة في حينا خارج بيتها بوجه شاحب ومعطفها الخافق بشدة. تصرخ “النجدة، النجدة” فيركض أحدنا إليها ويحتضنها حتى تهدأ مخاوفها. نعلم أنها تتصنع ذلك؛ فلا شيء قد حدث لها في الواقع. لكننا نتفهمه، لأن هناك بالكاد واحدًا منا ممن لم تحدوه الرغبة ذات مرة ليفعل ما فعلته بالتمام، وفي كل مرة يسلب الأمر قوانا وحتى قوى أصدقائنا وعائلاتنا كي يهدئنا.
–
تعريف
ليديا ديفِز (1947 – الآن)، كاتبة ومترجمة أمريكية اشتهرت بقصصها المقتضبة جدًا، وأسلوبها التجريبي في كتابة القصة والشعر، وتلاعبها اللغوي، لدرجة أن بعض القصص لا تتعدى الفقرة أو الجملة. وقد حازت على عدة جوائز عالمية، منها جائزة المان بوكر الدولية عام 2013 وجائزة لانان للأدب – فرع القَص عام 1998. من أعمالها «نهاية القصة» (رواية)، «لا أستطيع ولن أفعل» (مجموعة قصصية)، «تنويعات الانزعاج» (مجموعة قصصية)، «المرأة الثالثة عشر» (مجموعة قصصية). بالإضافة إلى أنها قد جمعت كل ما نشرته من قصص في مجلد واحد عام 2009.
من أشجان الكتابة
بدأت البارحة العمل على مقال جديد. ولكونه متخمًا بالمعرفة على حساب الفن، ونظرًا لمحدودية المساحة (لا أتوقع أنها ستتخطى ٣٠٠٠ كلمة)، قررت حصر المراجع، فوجدتها فائضة عن الحاجة كثيرًا بل وجديرة ببحث. تذكرت في ما بعد أن بعض الكتب الكبرى، مثل “صدام الحضارات” لهنتنغتون أو “آينشتاين وبيكاسو: المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى” لآرثر ميلر، بدأت في الأصل مقالات في مجلات محكمة أو شعبية، ثم تطورت لاحقًا فصارت كتابًا.
كان عنوان المقال يرن في بالي منذ زمن بعيد، وقد نويته حلقة لبداية بودكاست ما. لكني آثرت العمل على مقال نظرًا لمعرفتي بأساليب كتابته أكثر من الآخر. المعلومات الآن متوفرة، لكن ما السبيل إلى ربطها معًا؟ لا أدري.
قررت البدء بقصة أدبية ما، ثم الختام بها في إشارة لاحقًا، مع أن موضوعي واقعي إلى حد التأريخ والإحصاءات. القراء يحبون الأدب كثيرًا. ثم لعلي أعرج على قصة من تاريخ الأدب ثم إلى التاريخ المعروف بوقائعه وأحداثه.
تفكر بالمحظور العام، ثم المحظور لدى منصة ما، فتقرر الحذف بنفسك، ثم تتفاجأ بحذف آخر لاحقًا لكون المعلومة غير مفيدة أو لا تضيف شيئًا ذا قيمة (من حسنات تويتر – وكله قبائح – أنه يعلمك قيمة الاقتضاب والتركيز على ما يهم). ماذا لو كان المكتوب أفضل منطوقًا؟ تعاودني فكرة البودكاست مرة أخرى. هل أجعل من النص نسختين، سمعية وبصرية؟ لا أدري. هل يلزم التوثيق بالمصادر والصفحات والشهود؟ لا أدري. هل لزمتني الثرثرة معكم هنا عمّا يحدث لدي هذه الأيام؟ أيضًا لا أدري. كما أني سأضع التدوينة دون أي مراجعة، وسأراها بعد أسبوع لأنظر في ما يستحق الحذف منها.
للكتابة منطقها الخاص، ونحن مجتهدون.. آمل أن تروق لكم النسخة النهائية.
مختارات الأسبوع – 9 فبراير
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة. وإني أهيب بأصدقائي ومتابعي مدونتي الكرام ممن تروق لهم هذه المختارات نشرها في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي متى ما قرؤوها إن وجدوا فيها ما يسرهم. كما سأضع تدوينة شخصية كل ثلاثاء وتدوينة مترجمة كل خميس.
صوت: حوار بين كمال الملاخ ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم – برنامج زيارة إلى مكتبة فلان
حوار ماتع بين بضع من عمالقة الفكر والأدب العربي حول القراءة والاطلاع، مغمور بأدب جم متبادل.
فيديو: ميهير ديساي – “حكمة الاقتصاد”.
لطالما تعامل الاقتصاديون والمشتغلون بالفلسفة والعلوم الإنسانية مع بعضهما على أنهما أعداء. في هذا الفيديو، يتحدث ميهير ديساي عن الأدب والفلسفة وكيف يمكن لدراستهما أن تثري المعنيين بعالم الأرقام والمال والعكس صحيح. محاضرة ممتعة وثرية.
فيلم: تحكم (المجر، 2003)
يغرم قاطع التذاكر الصارم في المتروبامرأة ما خلال عمله المضني الذي لا يتيح له حتى رؤية الشمس. لكن قبل أن يحاول الهرب، يحاول التعرف على أسباب الانتحارات المتزايدة على السكك الحديدية. أكشن ودراما من النوع الفاخر.
كتاب: كل ما هو صلب يتحول إلى أثير: تجربة الحداثة وحداثة التخلف – مارشال بيرمان.
من أفضل الكتب في نقد الحداثة المعاصرة. ضروري ومهم جدًا.
محفوظ، شرابياني، تريفور، بروس: الوقت والكتاب المناسب
يقول ألبرتو مانغويل في “داخل المكتبة.. خارج العالم!”: “حين نقرأ كتابا فإنا نعتبره ملكا لنا، ونضمه الى تجاربنا، ونترجمه حسب معارفنا ، وبالتالى يتحول هذا الكتاب الى نسخة قريبة من الأصل بإصدارنا ، ولن نستطيع معرفة الأصل بعد قراءتنا له بحكم تفسيرنا الخاص لمحتواه.”
ذكرت مرة في حوار مع الأستاذ طامي السميري أن القراءة مثل الحياة، تجوال ينطوي على اكتشاف مستمر. ولا أعني بقولي هذا إنها تستبدل الحياة، فنحن لا نقرأ كي ننال حياة أخرى، بل لنفهم التي لدينا الآن ونثريها على الصعيد الخاص والعام من خلال حيوات من تأملوا فكتبوا.
بدأت مشوار قراءتي هذا العام مع ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين – قصر الشوق – السكرية). كانت متوفرة في كل مكان منذ أكثر من سبع سنوات، ولم يخطر ببالي قراءتها بالرغم من صيتها في ذلك الوقت ومنذ صدورها في ذلك الوقت تكاسلًا، فضلًا عن جبال الكتب المقتناة؛ فآثرت تأجيله وقتًا بعد آخر، حتى قرأها بعض الأصدقاء العام الماضي، ولطالما قلت إن الأصدقاء أصحاب التوصيات التي تستحق الاقتناء دائمًا. فأثارت فيهم ما أثارت من انطباعات وأحكام وأنارت – كما يقولون – عدة نقاط لم يروها من قبل في تصوراتهم. والآن، أكاد أقسم أني لو قرأتها حال توفرها لما فهمت ما كان يطرحه من تصورات بخصوص الحياة والأسرة والمجتمع، خاصة وأنه قد مر ما بي من تجارب حياتية عمّقت نظرتي للعديد من الأمور.
أتذكر كتابًا آخر قرأته بلا عدة معرفية. كان “المؤمن الصادق: أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية” لإريك هوفر، وقرأته منذ عشر سنوات. ما كان لي دافع حقيقي من قراءته سوى لأنه من ترجمة الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله –. وأتذكر أني خططت تحت أغلب ما في كل صفحة لأني لم أفهم حتى توقفت. لعلي أعيد قراءته في وقت آخر، خاصة بعد الأحداث التي مرت في المنطقة والتي أثرت على فهم الجميع لظواهر مثل الحركات الجماعية.
هل هناك “وقت مناسب” لكتاب ما محدد؟ لا أظن ذلك، فالأمر مرتبط بالتجربة لا العمر. وكل كتاب مهما قرأته لا بد وأن يمنحك فكرة مختلفة، فالنص ثابت وإنما تأويلاتنا التي تختلف تبعًا لتصوراتنا. ولنتذكر أن أحد كتب النقد الحديث “التناظر المخيف” لنورثروب فراي قد أتى بعد شعر وليم بلايك – موضوع الكتاب – بـ150 عامًا، وأن “رحلات جليفر” – على أهميته في الهجاء السياسي – ما زال يعتمد في قسم أدب الطفل للأسف.
أما من يسأل عن الأسماء الثلاثة الأخرى، فهم من أنشط مستخدمي غودريدز الكبار في السن، ودائمًا ما أجد في تعقيباتهم على الكتب المقروءة ما ينير زوايا لا تخطر على البال في الغالب، وأوصي بمتابعتهم. ها هي حساباتهم على التوالي: شرابياني – تريفور – بروس.
مختارات الأسبوع – 2 فبراير
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة. وإني أهيب بأصدقائي ومتابعي مدونتي الكرام ممن تروق لهم هذه المختارات نشرها في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي متى ما قرؤوها إن وجدوا فيها ما يسرهم. كما سأضع تدوينة شخصية كل ثلاثاء وتدوينة مترجمة كل خميس.
صوت: هكذا تكلم البِلْد: مقابلة مع ياسر عبد اللطيف – بودكاست ختم السلطان.
لعل الكاتب المصري البديع ياسر عبد اللطيف أحد أهم اكتشافات 2019 الأدبية بالنسبة إلي. وفي هذه المقابلة، يتحدث بعمق عن أدبية أي نص ومعايير الترجمة وعلاقة الأدب بالفلسفة.
بعد الاستماع، أرشح لكم كتبه المؤلفة والمترجمة، فابحثوا عنها.
فيديو: ندوة الصوت الفلسفي: “دور المجاز والاستعارة في الخطاب الفلسفي” – د. عادل مصطفى.
يعد الدكتور عادل مصطفى أحد أهم الأسماء الثقافية العربية الرائجة بين شباب اليوم، وذلك لما في كتبه من طرح دقيق يستعين بالله ثم بلغة قويمة تكاد لا تضاهى، سواء في الفلسفة أو اللغة أو الفنون. وأشهر كتابٍ له، بل يكاد يكون العمدة في مجاله، هو «المغالطات المنطقية»، الذي سبق واخترته هنا.
فيلم: «رجل بلا ماضي» (فنلندا، 2002).
ما إن يصل م إلى هلسنكي حتى يوسع ضربًا على يد أفراد عصابة إلى أن يشارف على الموت، لكنه يعيش بلا ذاكرة، وبالتالي فلا يستطيع التعرف على هويته من ثم العيش بحياة كريمة. فيحيا متشردًا على أطراف المدينة ويحاول استعادة هويته وحياته بدءًا من الصفر. لكن هل يصل؟
كتاب: «الكولونيالية وما بعدها» – آنيا لومبا.
شرح مستفيض لأحد مصطلحات ما بعد الحداثة المهمة، خاصة في النقاش النقدي الفلسفي العربي الراهن. يعد أفضل ما ترجم في مجاله، وقد ترجم مرتين: الأولى على يد د. محمد غنوم، والثانية على يد د. باسل المسالمة.
مغامراتي مع الصوت مؤخرًا: البودكاست والكتب الصوتية.
أمضي ساعة على الأقل في السيارة وحيدًا كل يوم عمل، ناهيكم عن المشاوير التي أقوم بها بمفردي هنا وهناك. وإن قمنا بحسبة رياضية بسيطة، سنجد أن ذلك يقارب الأسبوعين الكاملين كل عام.
في لغة آل غودريدز، يعني ذلك فترة كافية لقراءة كتابين متوسطي الحجم على الأقل باستيعاب وسط أشغال الحياة (بغض النظر عن الفئة). وفي لغة الإدارة والنجاح، يعني ذلك دورة أو دورتين مضافتين مع الفراغ التام إلى السيرة الذاتية، قد تنال منها ترقية أو وظيفة أفضل.
الحقيقة أني كنت على علم بالوقت المهدر، وفي نفس الوقت لم آبه لما يضيع، مفضلًا سماع ما يروق لي كي يتجهز المزاج لما هو مقبل عليه من هموم العمل، ومن نافلة القول أني لم أستمع إلى الراديو متعمدًا، خاصة وأن حالة الإذاعات السعودية رديئة في مستوى برامجها. لكن، وجدت أن أنشط حالات ذهني وأبهاها حين أستيقظ صباحًا، على عكس الكثير. ولذا، فحرامٌ أن يضيع هذا المزاج في استقبال ما لا يفيد، وليكن الترفيه في طريق العودة، أو إكمال الفائدة.
وهكذا بدأت.
مع موجة البودكاست المتصاعدة (حد تفكيري بالتخلي عن التدوين أو إضافة البودكاست صيغة أخرى) في المملكة، نشأ تنافس يرفع من شأن المعروض، وقد وصلت مشاهدات بعض الحلقات على يوتيوب (الذي لا يعتبر منصة بودكاست، وإنما يستخدم رديفًا لدى القنوات السعودية) إلى مئات ألوف المشاهدات. هذا يعني بدوره إقبالًا عاليًا على المحتوى الجاد. فأخذت أجربه، واستمتعت بكذا حلقة، خاصة من «فنجان» و«أسمار» و«ساندوتش ورقي» و«نقطة» و«سقراط» و«قصاصات» وغيرها الكثير. هذا غير بودكاستات الكتب العديدة بالإنجليزية، “ماسورة وانفجرت” مثل ما يقولون 🙂
الحقيقة أن المميز في البودكاست هو طابع الحوار الذي يمكنك إعادته والتقاط المميز منه مباشرة، دون الاهتمام بوحدة موضوعية، وشباب إنتاج البودكاست مدركون لهذا تمامًا؛ فيحرصون على الأحاديث الخفيفة التي تقترب من المواضيع دون مناقشة عميقة. لكن البودكاست الإنجليزي يصل إلى مرحلة أبعد، خاصة في مناقشات الكتب وارتباط ما يقدمونه بموضوع محدد، فتجد الكتاب قد نوقش بنقاطه الرئيسية فقط ويحرص المؤلف على عدم التفصيل كي تقتني الكتاب، وقد اقتنيت ثلاث كتب موصى بها من تلك الحلقات.
أما في مجال الكتب الصوتية، فقد جربت الاستماع إلى كتاب عربي، وكان “المعطف” لنيكولاي غوغول، ولم تكن بتلك التجربة الجيدة نظرًا لافتقار الملقية إلى مهارات النحو (ما يضع فارقًا رئيسيًا). ولم يكن الحال أفضل مع الروايات والقصص الإنجليزية، فلا أرى أن لها فائدة كبيرة في ما يخص الأدب. لكني استمتعت جدًا بقراءة كتاب Switch لتشيب ودان هيث، والفضل في ذلك يعود إلى تقسيم الكتاب وطريقة تأليفه. لذا، أنصح باستخدامه مع الكتب الإدارية، وقد يجدي مع المذكرات.. لا أعلم.
كان طول Switch حوالي سبع ساعات، ما يعني (بالنسبة إلي) أني أستطيع إنهاءه في أسبوع! ها هنا 52 كتابًا آخر طوال العام خارج الخطة القرائية، فما بالكم بمعرفة مركزة مثل التي تطرح في البودكاستات؟
أتمنى لكم مشوار تعلم لا يتوقف.
مختارات الأسبوع – 26 يناير
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة. وإني أهيب بأصدقائي ومتابعي مدونتي الكرام ممن تروق لهم هذه المختارات نشرها في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي متى ما قرؤوها إن وجدوا فيها ما يسرهم. كما سأضع تدوينة شخصية كل ثلاثاء وتدوينة مترجمة كل خميس.
صوت: كيف تكتب فيلم؟ – كريغ ميزن.
كان «تشرنوبل» أهم مسلسل قصير شاهدته العام الماضي ، ولعله سبب ضجة نقدية كبيرة حول العالم، خاصة وأن كاتبه أتى من مشوار أفلام ضحكة بذيئة مثل «صداع الكحول» بأجزائه الثلاثة. إضافة إلى الضجة الأخرى التي تسبب بها مخرج تلك الثلاثية في نفس العام لما أخرج الفيلم الظاهرة «جوكر»!
هنا حديث لكريغ عن صنعة الكتابة وما يلزمها.
فيديو: إدوارد سعيد من نقد الاستشراق إلى النقد الإنساني – د. خالد بن مصلح الرشيد
الدكتور خالد الرشيد أحد أوجه الثقافة المضيئة في المملكة، وممن يفتخر المرء بالتعلم منهم ومجالستهم. في هذه المحاضرة، يتحدث عن مثقف كوني كبير وتوسيع مداركه النقدية إلى ما هو أبعد من مجاله الأكاديمي بأسلوب ماتع ومعرفة رصينة.
فيلم: «حكايات مسعورة» (الأرجنتين، 2014).
ست أفلام قصيرة متماثلة اللغة والثيمة، تدور في فلك الغضب والانتقام، ومجموعة في شريط واحد.
كتاب: «حكمة الغرب» – برتراند راسل.
من أفضل الكتب التي أرخت للفلسفة وعلاقتها بالمجتمع والاقتصاد. لا أعلم إن كان أكثر فائدة من «تاريخ الفلسفة الغربية» لنفس الكاتب، لأني لم أقرأ الأخير بعد. لكنه على قائمة قراءاتي القادمة.
كيف ساعدني House of Cards في فرصة الحصول على وظيفة؟
لطالما آمنت أن الفنون والآداب تجارب تعلم بقدر ما هي تجارب متعة، وقد يخالفني الكثير بهذا الصدد. لكن الأيام شهود ولو كان أقل ذلك الأثر في رفع مستوى الوعي بقضيةٍ ما، نظرًا لنطاق متلقّي الفنون العريض مقارنة بمن يقرؤون الكتب والأطروحات ويناقشونها. ويمكن الاطلاع على كتاب «السينما التدميرية» (آموس فوغل، ترجمة أمين صالح، دار المعقدين، البصرة – 2017) مثلًا لكي ترى مثل ذلك الأثر.
المهم: كان من عادة فرانك أندروود، شخصية المسلسل الرئيسية (كيفن سبيسي)، أن يطلب ملخصًا من سكرتيره دوغ (مايكل كيلي) كلما قابل أحدًا، وذلك للإحاطة بالمعلومات المناسبة كي لا يغيب أي تفصيل عن ذهنه ويتخذ القرار الصحيح، وبلا شك فهذا مفيد لصورة المرء الخارجية ولو في سبيل العزاء للشخص الآخر بأن فرانك “يهتم بأمره”. حتى أنه بعض الأحيان يقوم بقراءة بعض الكتب المرجعية قبل مقابلات مهمة في مسيرته، مثل القرآن الكريم قبل مقابلة المواطن المسلم الذي قتلت عائلته أثناء غارة جوية (الموسم الثالث، الحلقة الرابعة)، فاستشهد من القرآن بآية 32 من سورة المائدة.
وعلى أن كل ذلك مصاغ بيد كاتب سيناريو، لا سيما إن كان كاتبًا نبيهًا مثل بيو ويليمون، صاحب أحد أذكى أفلام هوليوود السياسية برأيي «منتصف مارس»، إلا أن الدرس هنا مستفاد، وليس بالطبع أن تعين سكرتيرًا لحاجاتك 😊 .
في صباحٍ ما قبل أربعة أشهر، أتاني اتصال، فأجبته:
- الأخ راضي؟
- صحيح. من معي؟
- معك ___ من شركة ___. أريد التواصل معك بشأن منصب ___ الذي تقدمت له.
- أعذرني يا أخ __. أحتاج لإقفال الخط، فلدي اجتماع. هل يمكن الاتصال بك لاحقًا؟
- لا مشكلة. سأتصل بعد نصف ساعة.
- ممتاز!
حزروا ماذا حدث: لم يكن لدي اجتماع أصلًا! كنت قد تقدمت يائسًا إلى هذه الشركة بمنصب عالٍ على أمل أن يروا سيرتي، وذلك أضعف الإيمان.
نهبت نصف الساعة بحثًا في مشاريع الشركة ومنتجاتها ومشاريعها المستقبلية وحالتها السوقية، وتوصلت إلى بناء صورة ما عن حالتها الراهنة. وما إن أتاني الاتصال الثاني حتى أجبت:
- يا أهلًا. الأخ _؟
- نعم. هل الوقت مناسب الآن؟
- طبعًا. أشكرك على معاودة الاتصال. كيف حالكم؟ وكيف جرى مشروعكم الآن في __؟ هل بدأتموه؟
- أها. يبدو أنك تعرف ما أنت مقبل عليه.
- طبعًا. هل يتقدم أحد ما إلى شركتكم دون معرفة ما فيها؟ الانتساب إليكم مطمع، خاصة وأن سهمكم هذا الأسبوع مرتفع في البورصة!
وجرت المكالمة على خير ما يرام، رغم أن سيرتي الذاتية لا تمتلك ما يطلبونه من مهارات وخبرات لذلك المنصب.
صحيح أني صدمت لاحقًا لكونهم عرضوا علي منصبًا آخر بعد المقابلة المباشرة براتب أقل فرفضته، لكني سعيد بهذه المهارة ورؤيتي فائدتها على أرض الواقع؛ ولا أظن أني سأتمكن من النجاة وتخطي مقابلة الهاتف لولا هذه الحركة التي تعلمتها من “مسلسل”.
انتبهوا لما حولكم، فما تشاهدونه خلال 45 دقيقة بداعي الترفيه قد يقلب حياتكم كاملة!
ملاحظة: لم أشاهد الموسم الأخير من المسلسل، فغياب سبيسي وقتها كافٍ لإلغاء المشاهدة.
مختارات الأسبوع – 19 يناير
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة. وإني أهيب بأصدقائي ومتابعي مدونتي الكرام ممن تروق لهم هذه المختارات نشرها في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي متى ما قرؤوها إن وجدوا فيها ما يسرهم. كما سأضع تدوينة شخصية كل ثلاثاء وتدوينة مترجمة كل خميس.
صوت: فن إتمام المهام مع ديفِد آلن – بودكاست تم فيرس.
أدين لديفد آلن بالكثير، وهو صاحب مفهوم GTD المفيد منذ عشر سنوات. أنصح بالاستماع إلى هذه الحلقة لكونها تقدم خلاصة ما كتب.
فيديو: أيامنا والليالي – بديوي الوقداني.
من عيون الشعر النبطي، وتحتوي على الكثير من الحكم. أنصح إخوتي العرب ممن قد تفوتهم لهجة الملقي البديعة أن يبحثوا عنها ويتمعنوا في معانيها. فهي مما يستحق التأمل.
فيلم: «الغزوات الهمجية» (كندا، 2003)
يعلم البروفيسور بأنه على وشك الموت إثر سرطان الكبد، فيقوم بلقاءات لمحاولة الصلح مع من كانوا في حياته، مثل طليقته وابنه. وفي نفس الوقت، يقوم ابنه بعمل المستحيل لعلاج والده ولم شمل أصدقائه. فيلم بديع حول قيمتي العمل والعائلة.
كتاب: «عالم الصمت» – ماكس بيكارد
كانت عطلة أسبوع بديعة رفقة هذا الكتاب البهيج. تحليل فينومينولوجي مميز للصمت وعلاقته بكل مظاهر التجربة الإنسانية.
أين الكتب المعرفية الإبداعية العربية؟Arabic Creative Non-Fiction
بادئ ذي بدء، سنحاول القبض على تعريف زماني-مكاني-معجمي للمصطلح المذكور في العنوان من خلال الكلمات التي تكوّنه، وذلك لما فيه من احتمالات تشعب لا نهائية.
العربية Arabic: المكتوب باللغة العربية، وليس التي ألفها عرب وترجمت لاحقًا (مثل بعض كتب عبد الفتاح كيليطو أو خالد فهمي)، أو حتى ما ترجمه مؤلفه بنفسه (مثل الطاهر لبيب).
المعرفة Nonfiction: بحسب القاموس الإيتيمولوجي على شبكة الانترنت، هو النثر الذي يحكي عن “الوقائع”، و”الأحداث الحقيقية”، و”الشخصيات الحقيقية”، ويمتد بعد ذلك ليشمل المفاهيم الفلسفية. صُكَّ هذا المصطلح باللغة الإنجليزية لأول مرة عام 1866 م، وشاع ذكره مع بداية القرن العشرين.
الإبداع Creative: أسلوب نثري ينحاز إلى الجمال في الطرح دون الرطانة الأكاديمية أو أساليبها “مقدمة، تبويب… إلخ”، بغض النظر عن النتائج التي يصل إليها والتي قد يختلف في شأنها حتمًا سواء في العرض أو النتائج النهائية.
إذًا، فنحن نتحدث عن نصوص معرفية ذات صبغة إبداعية، لا تلتزم مقدمة وتمهيدًا أو حتى مراجع. كما سنتحدث هنا عن كل الفنون بوصفها موجات تأليف، دون ذكر أمثلة مفردة.
كان الشائع في بداية القرن العشرين هو السير الغيرية Biography بأقلام الأدباء، مثل سير عباس العقاد وجرجي زيدان، وفن المقالات Essays الذي اشتهر به الدكتور زكي نجيب محمود وإبراهيم المازني، والكتب الفكرية التي كتبها كل من د. طه حسين وزكي مبارك. ثم صعد نجم الرواية الذي ما زال ساطعًا حتى اليوم، وانحسرت كل الفنون مقابله، مع عبد الحميد جودة السحار ونجيب محفوظ وعادل كامل وعبد المنعم محمد عمر وغيرهم، ثم جيل الستينات بنجومه، مع القصة القصيرة، والشعر الذي ظل ملازمًا للعرب منذ ظهرت لغتهم. بعد هزيمة عام 67، عاد التأليف العربي الإبداعي لمناقشة أسباب التخلف والنهضة في وطننا الكبير، وكل طرف يكيل اللوم للآخر. ويكاد لا يخرج أي كتاب غير أدبي أو ديني إلا بهذا الشأن حتى يومنا هذا.
والآن، نرى هذا الأمر على شقين بحسب الكم: لدينا أدب الرحلات (الذي أحيته مبادرة السويدي “ارتياد الآفاق” في دولة الإمارات العربية خلال الأعوام الفائتة)، والمذكرات/السير الذاتية التي كتبها الأدباء إما بنية وضع اعترافات وذكريات أو توضيحًا لحقائق في فترة معينة، مثل «كل أحذيتي ضيقة» لعادل الميري، أو «مذكراتي في السياسة والثقافة» لثروت عكاشة. انحسر التأليف على تلك الطريقة حتى صرنا نرى الكتاب الواحد الذي يشب عن طوقها ما بين العامين والثلاثة، واللافت أن له قبولًا مميزًا في كل مرة يصدر.
لا أعلم ما سبب انقطاع الناس عن كتابة مثل هذه الكتب، خاصة في عصر التوثيق والبحث الميسّر على الانترنت. لكن في النهاية نأمل انتشار هذا النوع من التأليف لما فيه من تحد ومتعة وفائدة قلّما نجدها في كتب أخرى.
هنا قائمة بكتب معرفية إبداعية عربية ذاع صيتها خلال الـ20 سنة الفائتة:
– في أثر عنايات الزيات، إيمان مرسال.
– الأيك، عزت القمحاوي.
– مكتباتهم، محمد آيت حنا.
– كتاب النوم، هيثم الورداني.
– سقوط الجدار السابع، حسين البرغوثي.
– رجال ريا وسكينة، صلاح عيسى.
– الظل، فاطمة الوهيبي.
– فلسفة المرآة، محمود رجب.
– قهوة نامه، عبد الله الناصر.
وهنا قائمة بكتب معرفية إبداعية غربية تجاوزت مبيعاتها ملايين النسخ:
– أسلحة وجراثيم وفولاذ، جارد دايموند.
– تاريخ موجز للزمان، ستيفن هوكنغ.
– الرجل الذي حسب زوجته قبعة، أوليفر ساكس.
– البجعة السوداء، نسيم نيكولاس طالب.
– أصول التوتاليتارية، حنة أرنت.
– التفكير السريع والبطيء، دانيل كانمان.
– عقيدة الصدمة، ناومي كلاين.
– إمبراطور المآسي، سدهارتا موكرجي.
انقطاع
صباح/مساء الخير جميعًا.
سأنقطع عن وسائل التواصل الاجتماعي لأجل غير مسمى، لكن لن أنقطع عن التدوين؛ حيث ستبقى مختارات الأسبوع موجودة كل يوم أحد.
بالتوفيق للجميع،
راضي
مختارات الأسبوع – 12 يناير
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة.
صوت: الترجمة وقضاياها – برنامج المشهد الثقافي – إذاعة سلطنة عمان
خلقة فيها من الإمتاع والمؤانسة والمعرفة الكثير في بحث الترجمة وإشكالاتها مع ثلاثة من أقطاب الترجمة العربية الشباب: أحمد شافعي – محمد آيت حنا – أحمد المعيني.
فيديو: أحدث محاضرة للأستاذ الدكتور عبد الله العروي
محاضرة الأستاذ الكبير بمناسبة إطلاق كرسي باسمه تحت عنوان “كرسي عبد الله العروي للترجمة والتأويل” من قبل جامعة محمد الخامس بالرباط ومعهد العالم العربي بباريس قبل أيام، شرّق فيها وغرّب في أقاليم لغوية وفكرية وترجمية.
فيلم: «المحطة المركزية» (البرازيل، 1998).
تنطلق المدرسة التي تعمل كاتبة رسائل للأميين في محطة القطار المركزية في رحلة بحث مع ابن أحد زبوناتها المقتولات للبحث عن أبيه الغائب، ويحدث ما لا يخطر على البال أثناء تلك الرحلة الخطرة.
كتاب: «المغالطات المنطقية» – عادل مصطفى.
كتاب مهم جدًا للجميع في نقد إحدى ممارساتنا التي تكاد تكون يومية إن لم تكن كذلك.
مختارات الأسبوع – 5 يناير
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة.
صوت: الدافع – بودكاست المبدع بالصدفة مع تود هنري
وسط طوفان الحلقات عن الانتاجية في عالم الإبداع، يعود تود هنري إلى الدافع الأساسي الذي يقود إليها. في نهاية البودكاست عليك التساؤل: أأنت بناء أم مصلح أم محسن؟
فيديو: من أنت بصدق؟ : لغز الشخصية – براين ليتل.
فيديو لمّاح لعالم النفس الكبير حول الفروقات المفاجئة بين الانطوائي والاجتماعي وعن مدى مطواعية النفس البشرية بأكثر مما نظن.
الترجمة إلى العربية مضمنة بداخل المقطع.
فيلم: «قهوة في برلين» (ألمانيا، 2012).
يحاول الشاب الذي ألغى دراسته الجامعية فهم منطق الحياة من خلال إمضاء يوم متجولًا في شوارع برلين. فما الذي يحدث؟
فيلم عظيم.
كتاب: «كتاب الغواية» – عزت القمحاوي.
أول لقائي بكتابات أستاذنا البديع عزت القمحاوي، والتي لم تتوقف حتى اقتنيت كل كتبه. رسائل رائعة حميمية تمتزج فيها الحياة مع الأدب والحب مع القراءة. كتاب مليء بعدة توصيات مميزة للقراءة ونظرات مختلفة فيها.
مختارات الأسبوع – 29 ديسمبر
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة.
صوت: نيل غيمان عن رديارد كبلنغ – بودكاست «ذي غارديان».
أجمل من ينقد الأدب هو الأديب نفسه، ما بين مريد أو مغتبط أو مجرب. وهنا، يتحدث البريطاني المحبوب عن أحد أسلافه الأدبيين عبر قصة له.
فيديو: رحلتي الفكرية – ماريو بارغاس يوسا.
محاضرة للروائي الكبير عن تحوله من الماركسية إلى الليبرالية. قد لا يعجب المتلقي بما انتهى إليه الحديث، لكن العبرة في تأمل ترسانة الأدباء الفكرية وحماس قراءاتهم، لا الاكتفاء بموهبتهم الأدبية.
فيلم: «قدمي اليسرى» (آيرلندا، 1989).
أحد جواهر دانيال داي لويس المنسية، عن سيرة كاتب ورسام ومعاناته مع قدمه اليسرى، الطرف الوحيد الذي بإمكانه تحريكه. الفيلم مبني على مذكرات كريستي براون، وقد تُرجمت مؤخرًا إلى العربية.
كتاب: «دليل الناقد الأدبي» – سعد البازعي + ميجان الرويلي.
مرجع مبسّط للمصطلحات الرنانة في الشأن الثقافي. واسع ويسير ويعتمد عليه.
2019 إبداعيًا: تدوينة مقطّعة
أظن أن الصورة أعلاه تلخص موقفي من القراءة هذا العام. لم أستطع الالتزام حتى بكتابٍ في الأسبوع. أعتقد أن تراكم شبكات التلفاز على الانترنت – بالإضافة إلى أعمال الترجمة الخاصة وأعباء الحياة الأخرى من التزامات ومسؤوليات – قد نال منها الشيء الكثير، رغمًا عن رغبتي الدفينة بعزوها إلى الإهمال.
في المقابل، أنا سعيد بالتعرف على جنس أدب الرحلات هذا العام من خلال «أين تذهب طيور المحيط؟» للكاتب المصري إبراهيم عبد المجيد – رغم ما لم يعجبني فيه من طرح -، بالإضافة إلى الكتب الصوتية (وقد أدون عنها وعن فكرة البودكاست لاحقًا)، وأخيرًا بالتعرف على الكاتب الكبير إسماعيل فهد إسماعيل – رحمه الله – من خلال نوفيلّاه الجميلة «الحبل». كنت قد حاولت التعرف عليه من خلال مرشحته الأولى للبوكر «في حضرة العنقاء والخل الوفي»، لكني انزعجت من تيار الوعي فيها.
وكالعادة، سيطرت القصص والروايات المترجمة على قراءاتي في هذا العام بجانب بضع كتب معرفية وكتب في الإدارة. سأحاول التخفيف منها في 2020 والاتكاء بشكل أكبر على الشعر والمعرفة؛ خاصة وأن لدي أربعة مشاريع مكتملة في كتب مفردة: رياض الصالح الحسين، أمل دنقل، محمد الثبيتي وبسام حجار – رحمة الله عليهم أجمعين -.
كتبت استباقًا عن كتبي المفضلة وترشيحاتي، لكني سأضيف هنا «قهوة نامه» للسعودي عبد الله الناصر و«الضجيج» للبريطاني ديفيد هندي و«جنتلمان في موسكو» للأمريكي آمور تاولز.
سأتم الأسبوع القادم ثلاثة أشهر على فكرة «توصيات الأسبوع»، آمل أنها نالت الاستحسان المنشود.
أنا حريص جدًا على التدوين بشكل ثابت، وقد فكرت في جدولٍ معين كل أسبوع، لكني لم أقرر بشأنه بعد، خاصة وأني على وشك انتقال حياتي ومهني.
أسأل الله لي ولكم سنة قادمة مليئة بالإنجاز والسعادة.
مختارات الأسبوع – 22 ديسمبر
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة.
صوت: نصائح لطلاب الجامعة في القرن الحادي والعشرين – بودكاست «سايوير» مع د. محمد قاسم.
قدّم الدكتور في آخر لحقاته نصائح مميزة لطلاب جامعات هذا العصر بما يتوفر لديهم من إمكانيات.
هذه الحلقة موجهة لكل من يرغب التعلم، ليس الطلاب فقط.
فيديو: الحداثة: نحو مقاربة دلالية سوسيو – تاريخية – د. الطيب بوعزة.
مساهمة ثرية من الباحث القدير تجاه مفهوم ملتبس التعريف.
فيلم: «السمي» (الهند، 2006).
عرض ملحمي رائع لمفاهيم الانتقال والعائلة والهجرة والتكيف والتضحية والهوية الملتبسة والدخول في العالم الجديد دون نسيان القديم. من أبدع ما يمكن.
كتاب: «حكايات الأغاني: رحلة القصيدة من الديوان إلى الأغنية» – فارس يواكيم.
تجميع لمقالات الصحفي البارع حول مجموعة قصائد تغيّرت أبياتها قليلًا حين غنّيت، في دعوة للتأمل في ثلاثية المبدع/المتلقي/النص في الثقافة العربية المعاصرة.
مختارات الأسبوع- 15 ديسمبر
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة.
صوت: التوديع في شعر العرب – بودكاست «مطالع» مع فيصل الشهري.
حلقة مطوّلة للباحث القدير، أستاذنا الدكتور فيصل الشهري، يبحث من خلاله في ثيمة التوديع في الشعر العربي. حاز إلى جهد البحث إلقاءًا جميلًا لا يُمل.
أوصي بالنظر في الحلقة السابقة أيضًا، ومتابعة البودكاست ككل.
فيديو: القراءة والمعرفة في زمن شبكات التواصل – الأستاذ عبدالله الوهيبي.
محاضرة مميزة للأستاذ عبد الله الوهيبي، ينظر عبرها في سبل التحصيل المعرفي خلال هذا العصر المشغول بفيض المعرفة وتراكم آليات التشتيت، والمحاضرة مدعمة بالإحصاءات والأفكار المرشدة لتقليل اتكاءنا اليومي على الانترنت في غير فائدة.
فيلم: «موت السيد لازاريسكو» (رومانيا، 2005).
رحلة ليلية لمسعفة طوارئ مع عجوز نكد محتضر في أربع مستشفيات، كل منها لا يرغب علاجه. من أفضل الأفلام الكاشفة للعلاقات الإنسانية والمصنفة ضمن الكوميديا السوداء.
كتاب: «جنّة العبيط» – زكي نجيب محمود.
فن المقالة Essay غائب في الأدب العربي الحديث، شأنه شأن العديد من الفنون. وهنا عيّنة لمن يمزج فكره بأدبه، فيروق لك الأخير حتمًا إن لم يرق لك كليهما.
مختارات الأسبوع – 10 ديسمبر
صباح / مساء الخير جميعًا،
في التاسع والعشرين من سبتمبر 2019، قررت ذكر مختارات مما أصادفه من باب التوصية للإطلاع، وذلك تحت طلب من بعض المتابعين الكرام. وإني إذ أشكر هذه الثقة الغالية، أرجو ألّا أخيب ظنّكم.
ستكون المختارات كما في الأسفل كل مرة.
صوت: حايل عساها المطر (سامري).
بمناسبة أجواء الدمام الرائعة، وبحكم انتمائي إلى منطقة حائل، تذكرت هذه السامرية من فننا الشعبي، التي تتغنى بالمنطقة وطبيعتها وأرجائها.
سلام على حائل وسكانها.
فيديو: مايك وولش – عليكم بأبناء الثامنة.
تعرفت على عالم المستقبليات الكندي مؤخرًا عن طريق أحد الأصدقاء، ولديه عدة أفكار مثيرة للاهتمام، منها ما يصب في الاقتصاد والابتكار والتقنية والتجارب المرتبطة بالبيانات الرقمية. وفي حين بات الحديث عن مراهقي الألفية صرعة المهتمين بالإدارة، يحثنا وولش على النظر إلى فئة عمرية أخرى. مقطع ذكي ولمّاح.
فيلم: «في انتظار السعادة» (موريتانيا، 2002).
كان هذا الفيلم نافذتي على وطن عربي لا نسمع سوى بفقهاءه وشعرائه من نجباء شنقيط، أعني موريتانيا. فيلم ذكي ونافذ حول المجتمع والانتماء وتعريفات المرء لكيانه وما يريد أن يشعر به حقًا تجاه الوطن والغربة.
كتاب: «إنقاذا للسواء: ثورة مطلع ضد تضخم التشخيصات النفسية، شركات الأدوية الكبرى، وتحويل حياة السواء إلى حياة مرضية» – آلن فرانسز.
صرخة تحذير من أسطون في مجاله من تزايد تخويف الناس من سلوكياتهم الطبيعية ووصفها بالأمراض والاضطرابات، وطرح يلي ذلك بالشواهد عن تواشج الطب ورأس المال للأسف. ترجمة طيبة.