
المصباح في دولاب الرواق مفصول عن الكهرباء، وبالتالي فالسلالم الموصلة إلى الغرفة معتمة. ونتيجة لذلك، لا يمكننا تذكر آخر مرة ذهبنا فيها إلى هناك. لا نعلم سبب عدم وَصْل أحدنا المصباح ببساطة بالكهرباء، أو عدم فعلنا ذلك جميعًا. لربما أنه لن يضيء، أو أن المصباح محترق، أو أنه غير موجود إطلاقًا. لا نعلم الموجود في الغرفة أيضًا. لعلنا على علم بذلك في لحظة ما، حين كان المصباح موصولًا بالكهرباء ومضيئًا. هذا إن أضاء أصلًا. أحيانًا، عقب الاستيقاظ من النوم أو قبل الخلود إلى النوم بالضبط، نخال أننا نتذكر ما كانت الغرفة عليه: السجادة الزرقاء التي نتظاهر بالسباحة فيها أثناء تدفئة الشمس ظهورنا عبر النافذة، والأريكة البرتقالية المُسندة على الجدار البعيد الذي فقدنا في حفره وتصدعاته عددًا لا يُحصى من الجنود. تظهر الغرفة كما لو أنها من حلم، ونحن على يقين من أننا كنا فيها ذات مرة، وندري بعلاقتنا بها، لكنها في تلك اللحظة تغيب كأنها لم توجد قط وأن تلك السلالم لا تنتهي إلى مكانٍ بعينه. لا نعرف حتى مصدر الطلاء الأصفر المرشوش على جدران درب السلالم فضلًا عمّا حدث في الغرفة. فكرنا بوَصْل المصباح لكن الأوان قد فات. ماذا لو اكتشفنا عند الإضاءة أنه لم توجد غرفة من الأساس؟ يوجد احتمال أن بعد نهاية السلالم ببضع خطوات تقع هاوية من ظلام. نفضل في أيام مثل هذه ألا نكون موجودين بالقرب من الرواق ذي المصباح المفصول والنهاية المتصلة بسلم لا يُعلم كنه آخره، لكن يعترينا القلق من احتمال انقراضها أيضًا إن لم ندخل الرواق أسوةً بالغرفة والسلالم، وبعدها سنغدو محاصرين هنا بلا أمل يحدونا لتذكر الغرفة، ولا نريد التفكير في احتمال حدوث ذلك… أبدًا.