
استيقظت ذات صباح فوجدت محيطًا مكانَ صالة المعيشة.
أقف الآن في الرواق ناظرًا في المدى وراء الموج الرمادي الهادئ، إذ يمتد بمقدار ما تبصره العين. هذا ليس محيطًا استوائيًا، فهو عاصف ومنفر. هل هو محيط شمال الأطلسي؟
أشعلت سيجارة وفكرت في وضعي.
قررت الاتصال بشريكي في السكن.
“نعم؟”
“اممم.. ماذا بشأن المحيط؟”
“أدري.”
يمكنني سماع النوارس من هاتفه.
“نلتقي في المطبخ؟”
“حسنًا.”
أعددت طوفًا بدائيًا من الأشياء الموجودة في غرفتي وأبحرت.
تستغرق الرحلة ثلاثة أسابيع.
يعد شريكي في السكن القهوة في المطبخ. لاحظت، بقليل من الغيرة، أن لحيته الشبيهة بممثل «كاستاواي» طالت بشكل أفضل من لحيتي.
مد لي قدحًا يتصاعد منه البخار قائلًا “قهوة؟”
أعطيته سيجارة بالمقابل.
سألني “إذًا ما العمل الآن؟” بينما يشعلها.
قررنا الاتصال بمالك العقار، لكن المكالمة ذهبت إلى البريد الصوتي.
قال شريك السكن متذمرًا “من الأفضل له أن يرجع تأمين السكن.”
جعنا في تلك اللحظة بشدة لذا تناولنا فطورًا كما ينبغي. أخذت قيلولة تحت طاولة المطبخ، ثم قررت الذهاب داخل البحر من أجل شوط سباحة سريع.
تدخل أشعة الشمس النوافذ المفتوحة، وتتخذ هيئة الأمواج العاتية. الماء صاف وليس بالبرودة التي يوحي بها منظره.
ما إن صرت على بعد كاف حتى انقلبت على ظهري فطفوت تاركًا الأمواج السطحية تحركني بين جهة وأخرى. تخيلت الأعماق، حيث أميال وأميال من المياه الغامضة، تجول في مناطقها المعتمة مخلوقات من العصور الغابرة بلا هدف.
اعتراني شعور بالوحدة والنأي إزاء ذلك، فقررت العودة إلى الشاطئ.