
جلب ويليامز كاميرا وآلة تسجيل صوت وتعلم الكتابة السريعة بخط اليد قبل ذهابه إلى المستقبل، وفي تلك الليلة، لمّا بات كل شيء جاهزًا، أعددنا القهوة وأخرجنا شراب البراندي والأكواب لحين عودته.
قلت له: “إلى اللقاء، لا تطل المكوث.”
“لن أفعل”.
راقبته بحذر، وسرعان ما أومض مختفيًا ثم عاد. لا بد أنه هبط بطريقة مثالية في نفس الثانية التي ذهب خلالها، إذ لم يبدُ عمره أكبرَ من يوم، وقد توقعنا أنه سيمضي عدة سنوات.
“ماذا حدث؟”
“في الواقع.. لنشرب قليلًا من القهوة.”
سكبت القهوة بينما أعاني في تمالك أعصابي، وما إن أعطيتها إياه حتى قلت مجددًا “ماذا حدث؟”
“في الواقع، ما حدث أنه.. لا أستطيع التذكر.”
“لا تستطيع التذكر؟ أي شيء؟”
حاول للحظة ثم أجاب حزينًا “ولا شيء.”
“لكن ماذا عن ملاحظاتك؟ الكاميرا؟ آلة التسجيل؟”
كان دفتر الملاحظات فارغًا، والمؤشر على الكاميرا موضوعًا على رقم 1 حيث وضعناه، والشريط لم يوضع أصلًا بداخل آلة تسجيل الصوت.
سخطت قائلًا “لكن، بحق السماء، لماذا؟ ما الذي حدث؟ ألا تستطيع تذكر أي شيء على الإطلاق؟
“أستطيع تذكر حدث واحد.”
“وما هو؟”
“لقد رأيت كل شيء، ومُنحت الخيار بين تذكره أو عدم تذكره بعد أن عدت.”
“واخترت عدم التذكر؟ لكن يا للفرصة العظيمة لو…”
“أليس كذلك؟ لا يملك المرء إلا التفكير بسبب..”