
كان منزل الجيران كبيرًا وذا جدران بلون القشدة وغرف لا نفع منها مملوءة بالآرائك ورفوف الكتب الفارغة وأسطح طاولات مليئة بقطط خزفية سيامية. تعودنا على لعب الغميضة مع الفتاة الصغيرة التي عاشت هناك وحوض الاستحمام المكسور في حمام الطابق العلوي على أنه منطقة الحماية. وخلال يوم ما في أحد غرف النوم، وتحديدًا ذات الستائر الذهبية المجعدة، وصور القرية الشهيرة عقب الفيضان الكبير، عثرنا على جدتها معلّقة بواسطة حبل ثخين متصل بدعامة سقف. قالت الجرائد إنها فعلت ذلك لأن أمها فعلت ذلك، إضافة إلى أم أمها، وأم أم أمها قبل ذلك، وصولًا إلى عام 1846 حين اقتاد صياد جوائز جدتهن الكبرى إلى المشنقة لكونها دعمت سكة الحديد تحت الأرض. أما نحن فصدّقنا من القصة ما شهدناه بأعيننا فقط، أي السيدة العجوز معلقة هناك بلا حراك بعباءة نومها الرمادية الخفيفة وبشرتها المزرقّة وبلا سروال. لمسنا ساقيها ثم قدميها الميتتين وفكرنا بإبلاغ شخص ما لكننا لم نبلغ. بل أغلقنا الباب وعثرنا على مكان آخر للاختباء، بداخل خزانة أو بين الأرفف، أو خلف مجموعة من الصناديق مكتوبٌ عليها “قطع أثرية”.