اعتراف حارس حديقة الحيوان – تشيلسي بايوندويلو

عليكم أن تفهموا أن التعامل مع الأسود معقّد، إذ لم نقصد الأذى. فحين بدأ الأسد – الموجود، الحقيقي – السعال، أعطيناه شرابًا وحبوب أسبرين، لكن لم يفلح أي شيء. عددْنا الأيام وأخذنا ندعو، لكنه مات مع ذلك.

لكن ما حديقة الحيوان دون أسد؟ لا أحد يأتي إلى حديقة الحيوان من أجل جنازة.

ملأنا الاستمارات وأرسلنا الاستعلامات. كان هناك أسد جديد قادم، سنحبه أكثر حتى من الأسد القديم الذي يستهلك ولا يمكن إصلاحه. سيكون الأسد الجديد قويًا، وسيحبه الأطفال ويغدو محط حسد الجميع. يا للأسد الجديد الضخم!

مع لك، ما زال المربع الاسمنتي الشبيه بإفريقيا موجودًا وتحيط به الحشائش الصفراء، فاحتجنا إلى شيء ما يغطي فراغ عدم وجود الأسد لدينا.

اقترح حارس النمر أجمة من الشعر الأصفر العالق خلف حجر، لكن كيف يمكننا نقله في النهار دون أن يلحظنا أحد؟ فالأسد يجول المكان ولو كان كسولًا.

عندئذٍ وزع حارس الفلامنغو علينا صورة كلبه.

كلب! من كان لينطلي عليه ذلك؟ لكن لهذا الكلب شعر ذهبي ومنظر يوحي بالنبل، وكنّا بعيدين للغاية عن أراضي الأسود، فمن سيدري؟

كان “أسدنا” لسبعة أيام أسدًا طيبًا، وملكًا على نحو ما، حتى أتى طفل ذو لثغة بحرف السين – مثل حارس الفلامنغو – فأطلق صيحة (بداعي الدهشة) فظن الأسد أن صاحبه أتى أخيرًا، فقفز وأطلق أصفى نباح، ولا يمكن لأحد أن يلومه.

مع ذلك أود توضيح أمر واحد: كان الكلب قيد تغذية كريمة، ونبح حبًا لا جوعًا كما ظنّ البعض؛ فقد أوليناه اهتمامًا كما لو أنه أسد حقيقي، بل ربما لدرجة أفضل.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s