
تعيش فئران بداخل جدراننا لكنها لا تتسبب بالمشاكل تجاه مطبخنا. ونحن راضون، لكننا لا نفهم سبب عدم دخول مطبخنا حيث المصائد مُجهزة مثلما يدخلن مطابخ جيراننا. على الرغم من كوننا راضين إلا أننا محبطين أيضًا، لأن الفئران تتصرف وكأن في مطبخنا خطبًا ما؛ وما يجعل الأمر محيرًا أكثر أن بيتنا أقل نظافة بكثير من بيوت جيراننا، فهناك طعام متناثر أكثر في مطبخنا، وفتات أكثر على الطاولات وقطع بصل قذرة تحت قواعد الخزانات. في الحقيقة، هناك الكثير من الطعام المتروك في المطبخ لدرجة تحدوني للتفكير فقط بأن الفئران نفسها مهزومة تجاهه. ففي مطبخ نظيف، يُعد الأمر بالنسبة لهن تحديًا كي يجدن الطعام الكافي ليلة إثر ليلة من أجل النجاة حتى حلول الربيع، إذ يسرقن ويقضمن ساعة بعد ساعة بصبر حتى يصرن راضيات. لكن في مطبخنا، يواجهن شيئًا أكبر بكثير من المقسوم لهن حسب ما عشنه لدرجة أنهن لا يستطعن التعامل معه. قد يغامرن بخطوات قليلة، لكن سرعان ما تعيدهن المناظر والروائح الغامرة إلى جحورهن في الخلف تحت شعور بالانزعاج والخجل تجاه العجز عن النبش كما يجب.