أؤكد لك منذ الآن أنها ستجرح نفسها. ستمر السكين المنشارية في لحمها مباشرة حتى تصل إلى العظم. ليس في تلك الشريحة أو التي تليها، بل بعد ثلاث شرائح من الآن، سيخرّ رأس اصبعها الذي على الطماطم دمًا فوق لوح التقطيع بأكمله، وستحمل يدها وتحدق مرعوبة بينما ينزّ على قماش فستانها المشجّر.
لا تعرف ما سيحدث الآن، لكن سينقضي المساء – الذي يفترض أن تمضيه في انحناءات صينية لأقاربها – في غرفة انتظار بمستشفى بارد ذي جدران زرقاء على تقاطع الشارع التاسع مع شارع فورستار. قطعت شريحة من الطماطم، والآن تقرر وضعه مع الريحان. حين تفْرِق السكين جلد اصبعها، ستكون في زاوية تجعلها تتساءل عن تجربتها التي دفعتها إلى تخيلها خارج جسدها ناظرة من بعيد. لطالما دوّخها مرأى الدم، وسيكون هذا الجرح سيالًّا بحق. ستدرك بعد شريحتين أن عمها الجالس بجانب أبيها حساس تجاه الريحان. لم تعجب به قط، إذ كانت رائحته مثل قفص هامستر ودائمًا ما كان يسكر في الكريسماس. إضافة إلى أن الأطفال يحبون الريحان والطماطم، أسهل شيء يمكن إعداده في العالم. ستستغرق في التفكير لوهلة، لكن في الشريحة الثالثة سيخطر القرار ببالها “سيكون طبق طماطم وريحان. تبًا للعم تيم.”
ستضع شريحتي الطماطم الحمراء على طبق في هيئة دائرتين فوق بعضهما، يعلوهما الريحان ومرشوشتان قليلًا بزيت الزيتون، ثم ستقرر أنها تحتاج شريحة أخرى.