كل يوم – لينور غوراليك

اقتنت البارحة آلة إعداد اسبرسو وخمسة أكواب قهوة متطابقة: كبيرة وثقيلة وغالية بشكل بشع، لكنها لم تأسف على المال. فها هي كل الأكواب واقفة أمامها في صف قصير، وكل من تلك الأكواب مليء بالاسبرسو وعلى طبقه المخصص. كانت لديها بعض الشكوك حيال رغوة الحليب المصبوبة بعناية باستخدام ملعقة صغيرة مخصصة، إذ بدت كثيفة للغاية بالنسبة لها، لكنها قررت أنها أفضل مما لو كانت تلك الرغوة أقل من اللازم. أفسدت صبّ الكوب الأول حرفيًا خلال ثانيتين، إذ اهتزت اليد التي تحمل الملعقة الصغيرة، وصار الخط الذي يفترض أنه يمضي بداخل بتلة زهرة بنية كبيرة على طبقة الرغوة البيضاء متعرجًا. في الكوب الثاني، حاولت أن تصنع بتلتين من أربعة قبل أن تبدأ الرغوة الطفو فوق حافة الكأس. رن الهاتف أثناء إعداد الكوب الثالث.

  • “نعم.”
  • “السيدة دارنتون؟”
  • “صحيح. معك السيدة دارنتون.”، ثم مر الهاتف بفترة صمت.
  • “يا سيدة دارنتون. معك المحقق ميلفرز. لقد تحدثنا البارحة.”

فقالت بأسلوب ودود “صحيح. أتذكر ذلك تمامًا.”

ثم مر الهاتف بفترة صمت أخرى، فأكمل: “والليلة التي قبلها أيضًا.”

فوافقته دون اعتراض “والليلة التي قبلها”، وهي تربت بنعلها على كعبها دون صبر، إذ كانت الرغوة على وشك التفكك، وسيكون عليها البدء من جديد.

  • “يا سيدة دارنتون، أخشى أنك لا تفهمينني. لقد عثرنا على جثة، ونعتقد أنها جثة زوجك، ولا بد أن تأتي إلى هنا لتحديد ذلك.
  • “بالتأكيد، سآتي اليوم حتمًا.”

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s