
صادفت أحد الأصدقاء الكرام ذات ليلة متذمرًا من انحطاط أحد أشهر برامج البودكاست الخليجية، وذلك لانحدار نوعية ضيوفها إلى من لا يستحقون الظهور في مناسبة عائلية فضلًا عن منبر عام.
بغض النظر عن رؤيتي الشخصية إزاء البودكاست، إلا أن صاحبه، ومنذ أول حلقة، يعلن أنه ربحي وقائم على مسألة الفائدة المادية قبل كل شيء، وهذا ما أؤمن أنه حقه حصرًا دون أي تشنيع بل وأشد على يده، ومن بيده المادة سيلتفت إليه. كل ما في الأمر أنه حدد غايته مبكرًا، ومن يعينه على ذلك ليس محبوبًا من الباقين.
أعتقد أن الحالة العربية الثقافية الإبداعية تحتاج انتفاضة من نوع آخر، ففي زمن ما، كانت الجرائد والمجلات موجودة وتدفع، وكانت المدونات موجودة ولها زوارها. ربما ليس الوضع هكذا الان بحكم كسل المتلقي، لكن بدلًا عن التذمر قم بمبادرة ما.
لا يعجبك البودكاست الفلاني؟ بسيطة! أنشئ بودكاستك.
المجلة الفلانية رجعية؟ انشر مجلتك
الموقع الفلاني متحيز؟ فلنر موقعك وما لديك.
مرحبا راضي.
العنوان جميل، لكن أحيانًا قد تكون الإشكالية ليست في قدرة الإنسان على المبادرة؛ بل في رغبته في القفز على التعب المحتوم، وتخطّي المراحل الضرورية، وتجاهل الزمن اللازم… كل ذلك ليصل سريعًا إلى آخر نقطة وصل إليها المتذمَّر منه. ولهذا فالتذمّر أسهل من المبادرة.
صدقت يا عبد العزيز، ولهذا أقول “دع”
ولا أبحث عن سبب التذمر