
ترجمة: راضي النماصي
سأل الحطّاب: “ما الخطب؟”
أجاب صاحبه: “انظر إلى ذلك. هذا أثر أسد، ولا أريد أن يأكلني أسد.”
– “هلمّ بنا. لن أعود إلى البيت صفر اليدين. ليس بعد أن قطعت كل هذه المسافة.”
– “لا”.
– “حسنًا، لن تشكرك زوجتك.”
وهكذا جمع الحطّاب وصاحبه كل ما استطاعا حمله من الخشب حولهما.
قال الحطّاب: “حان وقت العودة إلى المنزل.”
– “ليس عبر الطريق الذي أتينا منه. فهذا اتجاه أثر الأسد.”
– “إذن هنا يفترق طريقانا. يمكنك سلوك الطريق الطويل إن أردت، فهذا شأنك.”
سلك صاحبه الطريق الطويل على سفح جبال الروكي.
وما مرت فترة طويلة إلا ولقي الحطاب الأسد جالسًا بجسمه الممتلئ في وسط دربه.
قال الحطاب: “تحياتي يا أسد.”
رد الأسد: “تحياتي يا إنسان.”
– “حسنًا، دعني أمر.”
– “أنا مريض، ومريض جدًا. وما أحتاجه هو أدمغة – أدمغة بشرية – إذا ما أردت التعافي مجددًا؛ لهذا عرضك الرب عليّ.”
– “فهمت. بالطبع… المشكلة الوحيدة أنه ليس لدي دماغ.”
– “ما من دماغ؟”
– “هذه هي المشكلة يا أسد. يصفني أصدقائي دائمًا بالغبي والأبله ومعدوم الدماغ.”
– “نعم، فهمتك.”
– “يمكنني إثبات ذلك. لو كان لي دماغ، فهل سأسير في نفس دربك بعد أن رأيت أثرك؟ الحقيقة يا أسد أن الرجل ذا الدماغ في مكان ما في الجبل، إذ رأى أثرك وسلك الطريق الطويل إلى المنزل.”
قام الأسد ببطء فنفض رأسه المتعب قليلًا وقال “تحياتي يا إنسان.”
ثم بدأ تسلق سفح الجبل.
————
كيفن كروسلي-هولاند (1941 – الآن) شاعر وكاتب في مجال أدب الطفل ومترجم إنجليزي. اشتهر بثلاثيته الروائية تحت عنوان “آرثر” والتي نال بموجبها جائزة “ذي غارديان”، كما حاز ميدالية كارنيجي السنوية للأدب عن روايته القصيرة “زوبعة”، التي نالت أيضًا مركزها ضمن أفضل عشرة أعمال نالت هذا اللقب طوال تاريخه.