سر وبضع نصائح للتدوين الثقافي

أهلًا!

يسألني الكثير عن سر مواصلة التدوين الثقافي، وأجيب بما يخطر في بالي وباختصار. لكنهم كثروا مؤخرًا، فآثرت أن أكتب تدوينة واحدة وأعدها مرجعًا.

لذا، هاكم بضع نصائح للكتابة والتدوين في مدوناتكم وحساباتكم.

– اكتبوا مواضيعكم سلفًا: على المستوى الشخصي، أخصص جلسة كاملة للتفكير في ما سأدونه الشهر القادم، من ناحية المواضيع والأفكار أحيانًا.

– ليس من طول محدد: سواء كان حوارًا أو قصة مترجمة أم مكتوبة بقلمك: إن كانت ٢٠٠ كلمة فقط تؤدي الغرض وتشبع الشرط الجمالي، فليكن. وإن كانت ٢٠٠٠ فليكن أيضًا. العدد الثابت خرافة، والالتزام هو المهم فعليًا. تذكروا سيث غودين وتدويناته اليومية منذ ١٢ عامًا.

– اكتب من صميم وقتك: الوقت المثالي كالعدد المثالي، خرافة. اكتب وأنت تنتظر في الطابور، أثناء استراحة الغداء، أو أثناء مشيك إلى المسجد. اكتب صباحًا، ظهرًا، عصرًا، متى ما تفرغت. ستساعدك النصيحة الأولى على تخطي العقبة الكبرى. (هذه التدوينة مكتوبة باستخدام الهاتف إثر اكتشافي أن الحاسب المحمول بلا طاقة. [تذكروا ترجمة سيث غودين]).

– تحل بالجرأة: ما يميز المدونة الشخصية أنك سيدها ومحررها الأساسي. فإن ساءك شيء عدله في ما بعد. وهذا الكلام ينطبق على الترجمة قدر انطباقه على الكتابة. انشر الآن ثم عد إلى ما نشرت بعد أسبوع، وعدله صياغة أو فكرة إن أردت.

– لا تكتف بالمحتوى: العلاقات مهمة جدًا، وغالبية أصدقاءك المشجعين لا يقرؤون في الغالب وإنما يكتفون بإعادة تغريد أو مشاركة. منذ انقطاعي عن وسائل التواصل الاجتماعي في سبتمبر ٢٠٢٠ والزيارات في انحدار، ولولا ترويجي لما أكتب في الواتساب لما أظن أنهم يتابعون ما أكتب.

– الناس يحبون الـ«كيف»: ليس المخدر إنما الكلمة. لا يرغب الناس بالتعلم عبر المقارنة والتحليل، بل بالإلهام والطرق المختصرة. كثير مما أقرؤه هذه الأيام لا يحظى بدهشتي بل أعده هراء مهما كان كاتبه، ولا أظن أنه سيروج لولا أفعال الأمر التي فيه.

– أحيانًا لا يكون العيب في ما كتبت: الوسط الثقافي العربي له ميزاته وعيوووووبه، وسبق أن تحدثت عن ذلك، خاصة في المواقع والمجلات التي “تدفع”. لا تستغرب أن وراء الموضوع “شخصنة”، ولا تستغرب من كون نصك سيئًا. فمن أنت في النهاية؟.

والآن إلى السر: لو انتظرت مكسبًا ماديًا من التدوين لفقدت عقلي منذ أعوام، لكني لم أفقده ولله الحمد لأني لم أعول عليه؛ وإنما أدون حبًا في التدوين فقط ولا شيء غيره مثلما لم أجن قرشًا من وراءه حتى اليوم. المثير أني ظننت التدوين في مجالات أخرى أو لغات أخرى سيكون مربحًا، إلا أن مارك مانسون – وهو مارك مانسون – يقر بعكس ذلك أيضًا.

شكرًا لكم.

6 رأي حول “سر وبضع نصائح للتدوين الثقافي

  1. اتابعك من مدة ليست بالقليلة و قرأت لك كتابك داخل المكتبة خارج العالم و اعجبت به أيما إعجاب و نصحت من أعرفهم بقراءته …بالنسبة لي اكتساف مدونتك كنز و نعمة من الله …المميز في مدونتك ذا لك التواضع الذي المسه فيها على عكس بعض المنفوخين بالهواء اليوم …. وشيئ آخر و هو الإيمان الذي تتحلى به لا اعرف لماذا الأدباء يحبون أن يبدون أمام قرائهم أنهم موضوعين او ليس متدينين هذا اذا لم يسخروا من الدين و المتدينين ….شكرا لك أستاذ راضي النماصي

  2. شكرًا راضي تذكرني هذه التدوينة بمقولة لراي برادبيري عن التدوين “لقد تعلمت في رحلاتي أنني إذا سمحت بمرور يوم من غير كتابة سأكبر مرتبكًا، بعد يومين سأتعرض للارتجاف، بعد ثلاثة أيام سأكون مشتبهًا بالعته، أربعة أيام و قد أتحول لخنزير يتمرغ في الوحل”

  3. جميل كعادتك، التدوين اليومي من الممتع أن يكتسبه الإنسان كعادته ينهي يومه بها أو يبدأ بها لا مشكلة، المشكلة تكمن في الاستمرار والاستمرار ثم الاستمرار فقط !
    شكرا لك لا عدمناك أخي راضي.

اترك تعليقًا على Aziz38t إلغاء الرد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s