
بات برودون مزارع من نيوهامبشير ويهوى صيد الدببة، وظل مهووسًا بقتل دب بني ضخم يسمونه السكان المحليون “سكستين تونز”لسنوات. بحث بات عن الدب وانتظره لما لا يحصى من عطل الأسبوع، مطاردًا إياه بالكلاب ومتقصيًا أثره طوال أيام وليال لا تنتهي؛ وكل محاولة غير مجدية تحبطه أكثر وتشعل رغبته بقتل الدب. إذ يعرف المزارع أين يأكل الحيوان وما يأكله وكيف يأكله، ويعرف روتين الدب ومسالكه، لكن لا يمكن أن يلقاه. لم يفعل المزارع المهووس شيئًا سوى الحلم بلقاء الوحش الضخم طوال السنوات الثلاث الماضية.
يمرّ به صديقه فرانك في ربيع العام الرابع على جانب الطريق من لايم إلى ليبانون، فيتوقف حين يرى بات المفجوع يبكي بجوار شاحنته. وبما أنه عارف بهوس صاحبه، يسأله بسخرية خافته إن كان هذا مرتبطًا بإحباط جديد… فيهز بات رأسه رافضًا، ومسنتثرًا في منديل قذر، ويشير إلى حوض الشاحنة شارحًا أنه يبكي لأن أمرين فظيعين حدثا له في آن واحد: لقد قتل “سكستين تونز” أخيرًا، لكنه أدرك الآن أنه كان قد أحب الدب بشدة، وأنه يحس بأنه أشد الناس عذابًا.
روائي وقاص أرجنتيني، من أعماله المترجمة إلى العربية «القمر اللاهب» (ترجمة: خالد الجبيلي).