كل صباح تقريبًا، تركض نفس المرأة في حينا خارج بيتها بوجه شاحب ومعطفها الخافق بشدة. تصرخ “النجدة، النجدة” فيركض أحدنا إليها ويحتضنها حتى تهدأ مخاوفها. نعلم أنها تتصنع ذلك؛ فلا شيء قد حدث لها في الواقع. لكننا نتفهمه، لأن هناك بالكاد واحدًا منا ممن لم تحدوه الرغبة ذات مرة ليفعل ما فعلته بالتمام، وفي كل مرة يسلب الأمر قوانا وحتى قوى أصدقائنا وعائلاتنا كي يهدئنا.
–
تعريف
ليديا ديفِز (1947 – الآن)، كاتبة ومترجمة أمريكية اشتهرت بقصصها المقتضبة جدًا، وأسلوبها التجريبي في كتابة القصة والشعر، وتلاعبها اللغوي، لدرجة أن بعض القصص لا تتعدى الفقرة أو الجملة. وقد حازت على عدة جوائز عالمية، منها جائزة المان بوكر الدولية عام 2013 وجائزة لانان للأدب – فرع القَص عام 1998. من أعمالها «نهاية القصة» (رواية)، «لا أستطيع ولن أفعل» (مجموعة قصصية)، «تنويعات الانزعاج» (مجموعة قصصية)، «المرأة الثالثة عشر» (مجموعة قصصية). بالإضافة إلى أنها قد جمعت كل ما نشرته من قصص في مجلد واحد عام 2009.