من أشجان الكتابة

بدأت البارحة العمل على مقال جديد. ولكونه متخمًا بالمعرفة على حساب الفن، ونظرًا لمحدودية المساحة (لا أتوقع أنها ستتخطى ٣٠٠٠ كلمة)، قررت حصر المراجع، فوجدتها فائضة عن الحاجة كثيرًا بل وجديرة ببحث. تذكرت في ما بعد أن بعض الكتب الكبرى، مثل “صدام الحضارات” لهنتنغتون أو “آينشتاين وبيكاسو: المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى” لآرثر ميلر، بدأت في الأصل مقالات في مجلات محكمة أو شعبية، ثم تطورت لاحقًا فصارت كتابًا.

كان عنوان المقال يرن في بالي منذ زمن بعيد، وقد نويته حلقة لبداية بودكاست ما. لكني آثرت العمل على مقال نظرًا لمعرفتي بأساليب كتابته أكثر من الآخر. المعلومات الآن متوفرة، لكن ما السبيل إلى ربطها معًا؟ لا أدري.

قررت البدء بقصة أدبية ما، ثم الختام بها في إشارة لاحقًا، مع أن موضوعي واقعي إلى حد التأريخ والإحصاءات. القراء يحبون الأدب كثيرًا. ثم لعلي أعرج على قصة من تاريخ الأدب ثم إلى التاريخ المعروف بوقائعه وأحداثه.

تفكر بالمحظور العام، ثم المحظور لدى منصة ما، فتقرر الحذف بنفسك، ثم تتفاجأ بحذف آخر لاحقًا لكون المعلومة غير مفيدة أو لا تضيف شيئًا ذا قيمة (من حسنات تويتر – وكله قبائح – أنه يعلمك قيمة الاقتضاب والتركيز على ما يهم). ماذا لو كان المكتوب أفضل منطوقًا؟ تعاودني فكرة البودكاست مرة أخرى. هل أجعل من النص نسختين، سمعية وبصرية؟ لا أدري. هل يلزم التوثيق بالمصادر والصفحات والشهود؟ لا أدري. هل لزمتني الثرثرة معكم هنا عمّا يحدث لدي هذه الأيام؟ أيضًا لا أدري. كما أني سأضع التدوينة دون أي مراجعة، وسأراها بعد أسبوع لأنظر في ما يستحق الحذف منها.

للكتابة منطقها الخاص، ونحن مجتهدون.. آمل أن تروق لكم النسخة النهائية.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s