أين الكتب المعرفية الإبداعية العربية؟Arabic Creative Non-Fiction

بادئ ذي بدء، سنحاول القبض على تعريف زماني-مكاني-معجمي للمصطلح المذكور في العنوان من خلال الكلمات التي تكوّنه، وذلك لما فيه من احتمالات تشعب لا نهائية.

pjimage (4)

العربية Arabic: المكتوب باللغة العربية، وليس التي ألفها عرب وترجمت لاحقًا (مثل بعض كتب عبد الفتاح كيليطو أو خالد فهمي)، أو حتى ما ترجمه مؤلفه بنفسه (مثل الطاهر لبيب).

المعرفة Nonfiction: بحسب القاموس الإيتيمولوجي على شبكة الانترنت، هو النثر الذي يحكي عن “الوقائع”، و”الأحداث الحقيقية”، و”الشخصيات الحقيقية”، ويمتد بعد ذلك ليشمل المفاهيم الفلسفية. صُكَّ هذا المصطلح باللغة الإنجليزية لأول مرة عام 1866 م، وشاع ذكره مع بداية القرن العشرين.

الإبداع Creative: أسلوب نثري ينحاز إلى الجمال في الطرح دون الرطانة الأكاديمية أو أساليبها “مقدمة، تبويب… إلخ”، بغض النظر عن النتائج التي يصل إليها والتي قد يختلف في شأنها حتمًا سواء في العرض أو النتائج النهائية.

إذًا، فنحن نتحدث عن نصوص معرفية ذات صبغة إبداعية، لا تلتزم مقدمة وتمهيدًا أو حتى مراجع. كما سنتحدث هنا عن كل الفنون بوصفها موجات تأليف، دون ذكر أمثلة مفردة.

كان الشائع في بداية القرن العشرين هو السير الغيرية Biography بأقلام الأدباء، مثل سير عباس العقاد وجرجي زيدان، وفن المقالات Essays الذي اشتهر به الدكتور زكي نجيب محمود وإبراهيم المازني، والكتب الفكرية التي كتبها كل من د. طه حسين وزكي مبارك. ثم صعد نجم الرواية الذي ما زال ساطعًا حتى اليوم، وانحسرت كل الفنون مقابله، مع عبد الحميد جودة السحار ونجيب محفوظ وعادل كامل وعبد المنعم محمد عمر وغيرهم، ثم جيل الستينات بنجومه، مع القصة القصيرة، والشعر الذي ظل ملازمًا للعرب منذ ظهرت لغتهم. بعد هزيمة عام 67، عاد التأليف العربي الإبداعي لمناقشة أسباب التخلف والنهضة في وطننا الكبير، وكل طرف يكيل اللوم للآخر. ويكاد لا يخرج أي كتاب غير أدبي أو ديني إلا بهذا الشأن حتى يومنا هذا.

والآن، نرى هذا الأمر على شقين بحسب الكم: لدينا أدب الرحلات (الذي أحيته مبادرة السويدي “ارتياد الآفاق” في دولة الإمارات العربية خلال الأعوام الفائتة)، والمذكرات/السير الذاتية التي كتبها الأدباء إما بنية وضع اعترافات وذكريات أو توضيحًا لحقائق في فترة معينة، مثل «كل أحذيتي ضيقة» لعادل الميري، أو «مذكراتي في السياسة والثقافة» لثروت عكاشة. انحسر التأليف على تلك الطريقة حتى صرنا نرى الكتاب الواحد الذي يشب عن طوقها ما بين العامين والثلاثة، واللافت أن له قبولًا مميزًا في كل مرة يصدر.

لا أعلم ما سبب انقطاع الناس عن كتابة مثل هذه الكتب، خاصة في عصر التوثيق والبحث الميسّر على الانترنت. لكن في النهاية نأمل انتشار هذا النوع من التأليف لما فيه من تحد ومتعة وفائدة قلّما نجدها في كتب أخرى.

هنا قائمة بكتب معرفية إبداعية عربية ذاع صيتها خلال الـ20 سنة الفائتة:

–       في أثر عنايات الزيات، إيمان مرسال.

–       الأيك، عزت القمحاوي.

–       مكتباتهم، محمد آيت حنا.

–       كتاب النوم، هيثم الورداني.

–       سقوط الجدار السابع، حسين البرغوثي.

–       رجال ريا وسكينة، صلاح عيسى.

–       الظل، فاطمة الوهيبي.

–       فلسفة المرآة، محمود رجب.

–       قهوة نامه، عبد الله الناصر.

وهنا قائمة بكتب معرفية إبداعية غربية تجاوزت مبيعاتها ملايين النسخ:

–       أسلحة وجراثيم وفولاذ، جارد دايموند.

–       تاريخ موجز للزمان، ستيفن هوكنغ.

–       الرجل الذي حسب زوجته قبعة، أوليفر ساكس.

–       البجعة السوداء، نسيم نيكولاس طالب.

–       أصول التوتاليتارية، حنة أرنت.

–       التفكير السريع والبطيء، دانيل كانمان.

–       عقيدة الصدمة، ناومي كلاين.

–       إمبراطور المآسي، سدهارتا موكرجي.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s