يصادف اليوم (30 سبتمبر) اليوم العالمي للترجمة.
«الترجمة فعل قاهر، لا إرادي، يحاول به المرء رفع معرفته الشخصية ومعرفة من حوله بالذات والآخر والوجود، في عالم مجنونٍ يتشظى بشكل أسوأ كل مرة. هي معرفة تقود لانتشار يقود بدوره إلى معرفة أكبر وغرابة تقود للتجديد في اللغتين/الثقافتين: الأصل والهدف؛ وهي – في نظري – الفن الوحيد الذي يتحسن ويتطور بالمشاركة لا بالأنانية، ويفيض بالمنح لا بالاستحواذ؛ لدرجة تقود في بعض الأحيان لإنكار الذات. الترجمة هي الفن الأقرب للنزعة الملائكية الكامنة في البشر.»
شكرًا للفن الذي منحني أكثر مما بذلت له، وهو في الأساس بذل؛ علّمني شؤون الحياة قبل الأدب، وأنبئني بشخصيات اللحم والدم قبل شخصيات الورق.
شكرًا لكل من شجعني على الاستمرار، من مهتمين كرام وأساتذة أفاضل وقراء رائعين وزبائن تشرفت بالعمل معهم على مدى سنوات.
شكرًا للّغة وطاقاتها وإمكاناتها السيالة المتفجرة في كل وادٍ، بدءً من تغيير تركيب الجمل وحتى تغيير الحركة الواحدة.
شكرًا للدهشة المتجلّية في كل نص، فهي مما أعان ويعين على تحمّل الحياة.
شكرًا لكل محاولة فاشلة، تدفعك إلى معرفة ذاتك وتحديها أكثر.
ما أحببت شيئًا من كل جوانبه – الهنيئة والتعيسة – قدر الترجمة، وأرجو ألّا يمر يوم أكون مرغمًا فيه على فراقها.
كل التحية والتقدير لمن أتى إلى المدونة بدافع تتبع الترجمات. أشكركم على الاهتمام، وأعدكم بمحاولة الأفضل.
راضي
في الحقيقة إن الترجمة فعل سامي ونبيل، من يشتغل فيه س يلبس حتماً رداء العطاء.
شكراً أيها السامي، راضي.
شكرًا لك أخي الكريم.