لماذا أكتب؟ – يونغ تشانغ

فرغت صباح اليوم من قراءة الرواية السيرية (بجعات برية) للكاتبة البريطانية من أصل صيني يونغ تشانغ، وربما تكون أحد أجمل قراءات هذا العام.

تمرر يونغ في هذا الكتاب تاريخ المجتمع والدولة في الصين منذ نهاية القرن التاسع عشر، وذلك عبر سيرتها الذاتية وسيرة أمها وجدتها.

يندرج ما فعلته تشانغ في نوع مما أسميه “التأريخ الشعبي”، وهذا النوع يجمع بين حميمية المذكرات وتوثيق التغير الاجتماعي والسياسي الذي حدث لشعب المليار ونصف، وذلك دون الاكتفاء ببعض الالتقاطات أو النظر من الخارج كما يفعل هاوارد زن أو إدواردو غاليانو أو سفيتلانا ألكسيسفيتش – البيلاروسية النوبلية هذا العام.

يمتع هذا الكتاب القارئ العادي ويثير أقصى المشاعر المتنوعة مع شخصياته، ويفيد الباحث في علم الاجتماع فيما يتعلق بتشكل الظواهر والقوانين، ويثري المؤرخ عبر قيمته المعرفية العالية.

أختم بالقول أن ما جرى للبجعات الثلاثة في هذا الكتاب فظيع بكل المقاييس.

توصية لأصحاب النفس الطويل.

وكنوع من الامتنان، ترجمت مقابلة للمؤلفة حول الكتابة.
قراءة ممتعة.

لماذا أكتب؟ – يونغ تشانغ

ترجمة: راضي النماصي

 

p2898301a638302591

لماذا أكتب؟

الكتابة هي أكثر شيء يمتعني، فهي تمتصني تمامًا، وتهدؤني كما لا يفعل غيرها.

هل تكتبين كل يوم؟ إذا كنت كذلك، فكم ساعة تقضينها؟

كل يوم تقريبًا حينما أكون في لندن، وبأطول قدر ممكن.

أسوأ مصدر للتشتيت؟

الترحال. لكنه متعة بحد ذاته.

أفضل مصدر للإلهام؟

الوثائق التاريخية.

كيف تتغلبين على حبسة الكاتب أو الشك الذي يعتريك حول قدراتك؟

شعرت بالضياع بعدما كتبت مع جون هاليداي سيرة “ماو: القصة المجهولة” وترجمتها إلى الصينية وقيدت الملاحظات بها في نهاية عام 2007. لم أعتقد أني سأجد موضوعًا أخاذًا بقدره، لكني – ويا للسعادة – وجدت ما أكتبه عن تسيشي، إمبراطورة الصين الأرملة (1835-1908)، والتي كانت ملفتة للإنتباه.

هل هناك كاتب معاصر لا تفوتين جديده؟

إن كنت تقصد كاتبًا أتابع ما يصدره باستمرار فهو المدون القاطن في شانغهاي هان هان.

كاتبك الصيني المفضل؟

آيلين تشانغ.

أفضل كتاب عن الصين؟

الأرض الطيبة. إنه أحد أفضل الكتب بالتأكيد.

كتابك المفضل؟

أكن لكتاب “الحب الأول” لتورغينيف منزلة خاصة، فقد قرأته إبان الثورة الثقافية عام 1969 حين تم نفيي إلى جبال نينغان، والتي تقع جنوب سيشوان. اشترى أخي ذلك الكتاب مع المئات من الكتب الكلاسيكية الصينية والأجنبية التي نجت من محرقة “الثقافة” وبيعت في السوق السوداء في شينغدو. وكفتاة بعمر السابعة عشر، فقد وقعت في غرام تلك النوفيلا، وحفظت العديد من فقراتها عن ظهر قلب.

كاتبك المفضل؟

الوحيد الذي منحني متعة لا توصف حين أعدت قراءته هو فلاديمير نابوكوف.

ما هو الكتاب الذي توجَّب عليك قراءته ولكنك لم تفعلي؟

يوليسس.

بم تفكرين حينما تعودي بالزمن إلى أول ما نشرت في الماضي؟

“واو. هل كنت أعلم كل ذلك؟”. كان أول ما نشرته هو مقال حول اللسانيات، والتي كنت أدرسها خلال مرحلة الدكتوراة.

هل تغير الكتابة شيئًا؟

نعم، غيرت حياتي.

أضف تعليق