“داخل المكتبة خارج العالم”.. نزهة كونية في عوالم القراءة

لتسعة أدباء عالميين

“داخل المكتبة خارج العالم”.. نزهة كونية في عوالم القراءة

143960978398

الدمام – علي سعيد

يترجم راضي النماصي شغفه بعوالم القراءة إلى كتاب. المترجم السعودي الشاب يجمع عددًا من خطب ومقالات تسعة أدباء عالميين حول عالم القراءة في كتاب صدر أخيرًا عن دار أثر بالدمام، تحت عنوان (داخل المكتبة خارج العالم). الكتاب حظي بتقديم الناقد المعروف الدكتور سعد البازعي، تشجيعا ومباركة لهذا الجهد المثابر، الذي تضمن خلاصات آراء وتجارب كتّاب الأدب العالميين حول مسألة القراءة.

قد يراود الكثير منا، شعور بأن قراءة الأدب قد تكون غير ضرورية، أمام ضرورات أخرى أكثر إلحاحا في الحياة. غير أن نزهة في واحدة من حدائق هذا الكتاب ستجيب على هذا السؤال الأساسي، كما في مقالة الروائي البيروفي ماريو بارغاس يوسا (لماذا نقرأ الأدب). يقول الروائي الحاصل على جائزة نوبل: ” لا شيء يحمي الإنسان من الغباء والكبرياء والتعصب والفصل الديني والسياسي والقومي أفضل من تلك الحقيقة التي تظهر دائما في الأدب العظيم، بأن الرجال والنساء من كل الأمم متساوون بشكل أساسي وأن الظلم بينهم هو ما يزرع التفرقة والخوف والاستغلال، لا يوجد من يعلمنا أفضل من الأدب أننا نرى برغم فروقاتنا العرقية والاجتماعية.. ثراء الجنس البشري، و لايوجد مثل الأدب لكي يمجد هذه الفروقات بوصفها مظهرا من مظاهر الإبداع الإنساني”. للروائي الروسي فلاديمير نابكوف، صاحب رواية لولينا، عبارة جميلة في الكتاب تقول: القاريء النشط، القاريء العظيم والقاريء الخلاّق هو قاريء يعيد مايقرأ. أما البيرتو مانغويل له خطبة مؤثرة في الكتاب، يقول فيها: علينا التزام تجاه القراءة لأطفالنا وبصوت عالٍ. يجب ان نقرأ أشياء تمتعهم. متذكرا قصة لقائه الكاملة مع الأديب الأرجنتيني الكبير خورخي لويس بورخيس عندما كان يعمل في متجر للكتب وهو لايزال في سن الخامسة عشرة. أما هيرمان هيسه الروائي الألماني العبقري فيحضر في الكتاب بقوة من خلال خطبة، هامة صنف فيها أنواع القراء. نتوقف عند نوع أسماه (القاريء الساذج)، يقول هسه، معرفا: ” يأخذ هؤلاء شخصية الكاتب لا مؤلفاته على أنها آخر وأعلى قيمة في الكتابة.. ولا يضع هذا القاريء الساذج أي اعتبار له حين يقرأ”. في الكتاب الكثير من الكلمات التي ألقاها أدباء كبار أمام محافل، وفيه أيضا للقاريء فرصة للتأكد على أهمية أن ينتمي الإنسان لعالم الكتب والقراءة. لكن أيضا فيه، إشارة نبيهة  للمترجم الذي يختم بالقول: كل ما يتطلبه منك هذا الكتاب هو ألا تقرأ مثل باقي الناس وإلا ستفكر مثلهم.

 

اكتب تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s