لماذا أكتب؟ – إدواردو غاليانو

صورة

ألقى غاليانو هذا الخطاب بتاريخ 9 مايو 2013  أثناء تسلمه جائزة مركز هيفن للعلوم الاجتماعية في ويسكونسن، الولايات المتحدة. وكانت الجائزة نظير نتاجه الأدبي.

ولأن غاليانو لايحتاج إلى تعريف، فسأترككم مع الخطاب مباشرة. قراءة ممتعة.

 لماذا أكتب – إدواردو غاليانو

ترجمة: راضي النماصي

أريد أن أتحدث قليلًا عن لماذا وكيف أصبحت كاتبًا.

في البدء، إعتراف: منذ كنت صغيرًا، حاولت أن أكون لاعب كرة قدم. لازلت اللاعب رقم واحد، أفضل الأفضل، ولكن فقط خلال أحلامي. بمجرد أن أستيقظ، أقر بأن لدي ساقين متخشبتين، وأن لاخيار آخر لي سوى محاولة أن أكون كاتبًا.

حاولت، ومازلت أحاول، أن أقول الكثير بكلمات أقل. أن أبحث عن الكلمات المجردة على حساب البلاغة. كانت الكتابة ولاتزال صعبة، لكنها في غالب الأحيان تعطيني شعورًا عميقُا ومتعة كبيرة، بعيدًا عن العزلة والنسيان.

حاولت، وأحاول أن أكون ماهرًا بما يكفي لأتعلم الطيران في الظلام. حاولت، وأحاول أن أتقيأ كل ذلك الكذب الذي نتجرعه كل يوم ونحن مجبرون. وحاولت، وأحاول أن أكون عصيًا، تجاه الأوامر التي يصدرها سادة العالم، والتي هي ضد ضمائرنا، وضد المنطق السليم.

حاولت، وأنا أحاول أن أفترض أنني لايمكن أن أكون محايدًا، وألا أكون هدفًا لأنني لاأريد ذلك، فذلك ضد الرغبة البشرية.

حاولت، وأنا أحاول أن أشجب المثل القديم “الإنسان ذئب أخيه.”. هذا كذب. الذئاب لاتقتل بعضها، نحن المخلوقات الوحيدة الذين تتخصص في قتل بعضها البعض.

حاولت، وأنا أحاول من خلال الكتابة أن أجد أولئك الرجال والنساء الذين يرغبون بالعدالة والجمال. هؤلاء هم أبناء عالمي، وممن يعيشون فيه، بغض النظر عن مكان مولدهم أو كيف عاشوا، وبغض النظر عن حدود الزمان.

حاولت، ومازلت أحاول أن أعاند بما يكفي، لأعتقد بأنه على الرغم من أن الإنسان جُبل سيئًا، إلا أننا ناقصون.

حاولت، وآمل، وسأظل أحاول أن أختار الجانب الأيمن، والذي يكون دائمًا في الجانب الأيسر، لأجل قتالي الساخط الأبدي ضد الإهانة.

 

حاولت، وأحاول. وصدقوني، الأمر يستحق.  لربما نستطيع أن نغير الجملة الشهيرة، التي كتبها صديقي ويليام شكسبير:

نعم، الحياة حكاية رواها غبي

مملوءة صخبًا وعنفًا، وتبين.. كل شيء!

2 تعليقات

  1. حسام المقدم كتب:

    بالطبع مقال رائع لرائد المقاتل القصصي القصير في العالم. تحياتي ومحبتي. حسام المقدم

اكتب تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s